2701 - يقولون لا تبعد وهم يدفنونه ولا بعد إلا ما تواري الصفائح
أرادت العرب أن تفرق بين المعنيين بتغير البناء فقالوا : بعد بالضم ضد القرب ، وبعد بالكسر ضد السلامة ، والمصدر البعد بالفتح في العين .[ ص: 381 ] وقرأ السلمي وأبو حيوة " بعدت " بالضم وأخده من ضد القرب ؛ لأنهم إذا هلكوا فقد بعدوا . ومن هذا قول الشاعر :
2702 - من كان بينك في التراب وبينه شبران فهو بغاية البعد
وقال : " المعروف في اللغة " بعد يبعد بعدا وبعدا إذا هلك ، وبعد يبعد في ضد القرب " . وقال النحاس : " بعد يبعد إذا كان بعده هلكة ، وبعد يبعد إذا نأى " فهو موافق ابن قتيبة للنحاس . وقال المهدوي : " بعد يستعمل في الخير والشر بعد في الشر خاصة " . وقال : " من ابن الأنباري العرب من يسوي بين الهلاك والبعد الذي هو ضد القرب فيقول فيهما : بعد يبعد ، وبعد يبعد وأنشدوا قول مالك :
2703 - يقولون لا تبعد وهم يدفنونني وأين مكان البعد إلا مكانيا
وفي هذه الآية نوع من علم البيان يسمى الاستطراد ، وهو أن تمدح شيئا أو تذمه ، ثم تأتي آخر الكلام بشيء هو غرضك في أوله ، قالوا : ولم يأت في القرآن غيره ، وأنشدوا في ذلك قول رضي الله عنه : حسان
2704 - إن كنت كاذبة الذي حدثتني فنجوت منجى الحارث بن هشام
ترك الأحبة أن يقاتل دونهم ونجا برأس طمرة ولجام