آ . (113) قوله تعالى : ولا تركنوا : قرأ العامة بفتح التاء والكاف ، والماضي من هذا ركن بكسر العين كعلم ، وهذه هي الفصحى ، كذا قال . قال غيره : " وهي لغة الأزهري قريش " . وقرأ في رواية " تركنوا " ، وقد تقدم إتقان ذلك أول هذا الموضوع . أبو عمرو
وقرأ قتادة وطلحة والأشهب بن رميلة ورويت عن " تركنوا " بضم العين ، وهو مضارع ركن بفتحها كقتل يقتل . وقال بعضهم : " هو من التداخل " يعني أن من نطق بـ " ركن " بكسر العين قال : " يركن " بضمها ، وكان من حقه أن يفتح ، فلما ضما علمنا أنه استغنى بلغة غيره في المضارع عن لغته ، وأما في هذه القراءة فلا ضرورة بنا إلى ادعاء التداخل بل ندعي أن من فتح الكاف أخذه من ركن بالكسر ، ومن ضمها أخذه من ركن بالفتح ، ولذلك قال أبي عمرو : " والصحيح أن يقال ركن يركن ، وركن يركن ، بالكسر في الماضي مع الفتح في المضارع ، وبالفتح في الماضي مع الضم في المضارع " . وشذ أيضا قولهم ركن يركن بالفتح فيهما وهو من التداخل ، فتحصل من هذا أن يقال : ركن بكسر العين وهي اللغة العالية [ ص: 419 ] كما تقدم ، وركن بفتحها وهي لغة الراغب قيس وتميم ، زاد " ونجد " ، وفي المضارع ثلاث : الفتح والكسر والضم . الكسائي
وقرأ " تركنوا " مبنيا للمفعول من أركنه إذا أماله ، فهو من باب " لا أرينك ههنا " و ابن أبي عبلة فلا يكن في صدرك حرج منه وقد تقدم .
والركون : الميل ، ومنه الركن للاستناد إليه .
قوله : فتمسكم هو منصوب بإضمار أن في جواب النهي . وقرأ ابن وثاب وعلقمة في آخرين " فتمسكم " بكسر التاء وقد تقدم . والأعمش
قوله : وما لكم هذه الجملة يجوز أن تكون حالية ، أي : تمسكم حال انتفاء ناصركم . ويجوز أن تكون مستأنفة . و " من أولياء " : " من " فيه زائدة : إما في الفاعل ، وإما في المبتدأ ؛ لأن الجار إذا اعتمد على أشياء أحدها النفي رفع الفاعل .
قوله : ثم لا تنصرون العامة على ثبوت نون الرفع لأنه فعل مرفوع ، إذ هو من باب عطف الجمل ، عطف جملة فعلية على جملة اسمية . وقرأ رضي الله عنهما بحذف نون الرفع ، عطفه على " تمسكم " ، والجملة على ما تقدم من الحالية أو الاستئناف فتكون معترضة . وأتى بـ " ثم " تنبيها على تباعد الرتبة . زيد بن علي