وقرأ العامة: "فاطر" بالجر. وفيه وجهان: النعت والبدلية، قاله وفيه نظر; فإن الإبدال بالمشتقات يقل، ولو جعله عطف بيان كان أسهل. قال أبو البقاء: : أدخلت همزة الإنكار على الظرف، لأن [ ص: 75 ] الكلام ليس في الشك، إنما هو في المشكوك فيه، وأنه لا يحتمل الشك لظهور الأدلة وشهادتها عليه. الزمخشري
وقوله: "ليغفر" اللام متعلقة بالدعاء، أي: لأجل غفران ربكم، كقوله:
2870 - دعوت لما نابني مسورا فلبى فلبي يدي مسور
ويجوز أن تكون اللام معدية كقولك: دعوتك لزيد، وقوله: إذ تدعون إلى الإيمان . والتقدير: يدعوكم إلى غفران ذنوبكم.وقوله: أن تصدونا العامة على تخفيف النون. وقرأ بتشديدها كما شدد طلحة "تدعونا". وفيها تخريجان، أحدهما: ما تقدم في نظيرتها على أن تكون "أن" هي المخففة لا الناصبة، واسمها ضمير الشأن، وشذ عدم الفصل بينها وبين الجملة الفعلية. والثاني: أنها الناصبة، ولكن أهملت حملا على "ما" المصدرية، كقراءة "أن يتم" برفع "يتم". وقد تقدم القول فيه.
و "من" في من ذنوبكم قيل: مزيدة. وقيل: تبعيضية. وقيل: بمعنى البدل أي: بدل عقوبة ذنوبكم، كقوله: أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة . [ ص: 76 ] قوله: "تريدون" يجوز أن يكون صفة ثانية لـ "بشر"، وحمل على معناه; لأنه بمنزلة القوم والرهط، كقوله: أبشر يهدوننا وأن يكون مستأنفا.