2891 - محمد تفد نفسك كل نفس إذا ما خفت من شيء تبالا
يريد: لتفد. أنشده إلا أنه خصه بالشعر. قال سيبويه، : ويجوز أن يكون الزمخشري "يقيموا" و "وينفقوا" بمعنى: ليقيموا ولينفقوا، ويكون هذا هو المقول. قالوا: وإنما جاز حذف اللام لأن الأمر الذي هو "قل" عوض منها، ولو قيل: يقيموا الصلاة وينفقوا ابتداء بحذف اللام لم يجز. قلت: وإلى قريب من هذا نحا ابن مالك فإنه جعل حذف [ ص: 105 ] هذه اللام على أضرب: قليل وكثير ومتوسط. فالكثير: أن يكون قبله قول بصيغة الأمر كالآية الكريمة، والقليل: أن لا يتقدم قول كقوله: "محمد تفد" البيت، والمتوسط: أن يتقدم بغير صيغة الأمر كقوله: 2892 - قلت لبواب لديه دارها تيذن فإني حمؤها وجارها
الثالث: أنه مجزوم على جواب المقول المحذوف تقديره: قل لعبادي: أقيموا وأنفقوا، يقيموا وينفقوا. قال - وعزاه أبو البقاء: - كذا ذكره جماعة ولم يتعرضوا لإفساده. وهو فاسد لوجهين، أحدهما: أن جواب الشرط يخالف الشرط: إما في الفعل أو في الفاعل أو فيهما، فأما إذا كان مثله في الفعل والفاعل فهو خطأ كقولك: قم تقم، والتقدير على ما ذكر في هذا الوجه: إن يقيموا يقيموا. والوجه الثاني: أن الأمر المقدر للمواجهة، و "يقيموا" على لفظ الغيبة وهو خطأ، إذا كان الفاعل [ ص: 106 ] واحدا. قلت: أما الإفساد الأول فقريب، وأما الثاني فليس بشيء; لأنه يجوز أن يقول: قل لعبدي أطعني يطعك، وإن كان للغيبة بعد المواجهة باعتبار حكاية الحال. للمبرد
الرابع: أن التقدير: إن تقل لهم: أقيموا، يقيموا، وهذا مروي عن فيما حكاه سيبويه قلت: وهذا هو القول الثاني. ابن عطية.
الخامس: قال ويحتمل أن يكون "يقيموا" جواب الأمر الذي يعطينا معناه قوله "قل"; وذلك أن تجعل قوله "قل" في هذه الآية بمعنى بلغ وأد الشريعة يقيموا. ابن عطية:
السادس: قال الأمر معه شرط مقدر تقول: "أطع الله يدخلك الجنة". الفراء:
والفرق بين هذا وبين ما قبله: أن ما قبله ضمن فيه الأمر نفسه معنى الشرط، وفي هذا قدر فعل الشرط بعد فعل الأمر من غير تضمين.
السابع: قال إنه مضارع صرف عن الأمر إلى الخبر ومعناه: "أقيموا". وهذا مردود; لأنه كان ينبغي أن يثبت نونه الدالة على إعرابه. وأجيب عن هذا بأنه بني لوقوعه موقع المبني، كما بني المنادى في نحو: "يا زيد" لوقوعه موقع الضمير، ولو قيل بأنه حذفت نونه تخفيفا على [ ص: 107 ] حد حذفها في قوله: "لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا". الفارسي:
وفي معمول "قل" ثلاثة أوجه، أحدها: الأمر المقدر، أي: قل لهم: أقيموا، يقيموا، الثاني: أنه نفس "يقيموا" على ما قاله الثالث: أنه الجملة من قوله: ابن عطية. الله الذي خلق إلى آخره، قاله وفيه تفكيك للنظم، وجعل الجملة ابن عطية. "يقيموا الصلاة" إلى آخره مفلتا مما قبله وبعده، أو يكون جوابا فصل بين القول ومعموله، لكنه لا يترتب على قول ذلك إقامة الصلاة والإنفاق، إلا بتأويل بعيد جدا.
قوله: "سرا وعلانية" في نصبهما ثلاثة أوجه، أحدهما: أنهما حالان مما تقدم، وفيهما ثلاثة التأويلات في "زيد عدل"، أي: ذوي سر وعلانية أو مسرين ومعلنين، أو جعلوا نفس السر والعلانية مبالغة. الثاني: أنهما منصوبان على الظرف، أي: وقتي سر وعلانية. الثالث: أنهما منصوبان على المصدر، أي إنفاق سر وإنفاق علانية.
قوله: "من قبل" متعلق بـ "يقيموا" و "ينفقوا"، أي: يفعلون ذلك قبل هذا اليوم.
وقد تقدم خلاف القراء في لا بيع فيه ولا خلال . والخلال: المخالة وهي المصاحبة. يقال: خاللته خلالا ومخالة. قال طرفة:
2893 - كل خليل كنت خاللته لا ترك الله له واضحه
2894 - صرفت الهوى عنهن من خشية الردى ولست بمقلي الخلال ولا قال