آ. (45) قوله تعالى: وسكنتم في مساكن : أصل "سكن" التعدي بـ "في" كما في هذه الآية، وقد يتعدى بنفسه. قال : "السكنى من السكون الذي هو اللبث، وأصل تعديه بـ "في" كقولك: قر في الدار، وأقام فيها، وغني فيها، ولكنه لما نقل إلى سكون خاص تصرف فيه، فقيل: "سكن الدار" كما قيل: تبوأها وأوطنها، ويجوز أن يكون من السكون، أي: قروا فيها واطمأنوا". الزمخشري
قوله: "وتبين" فاعله مضمر لدلالة الكلام عليه، أي: حالهم وخبرهم وهلاكهم. و "كيف" نصب بفعلنا، وجملة الاستفهام ليست معمولة لـ "تبين"; لأنه من الأفعال التي لا تعلق، ولا جائز أن يكون "كيف" فاعلا; [ ص: 125 ] لأنها: إما شرطية أو استفهامية، وكلاهما لا يعمل فيه ما تقدمه، والفاعل لا يتقدم عندنا.
وقال بعض الكوفيين: إن جملة "كيف فعلنا" هو الفاعل، وهم يجيزون أن تكون الجملة فاعلا، وقد تقدم هذا قريبا في قوله تعالى: ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه .
والعامة على "تبين" فعلا ماضيا. وقرأ عمر بن الخطاب في رواية عنه: "ونبين" بضم النون الأولى والثانية، مضارع "بين"، وهو خبر مبتدأ مضمر، والجملة حال، أي: ونحن نبين. وقرأ والسلمي فيما نقل السلمي المهدوي كذلك إلا أنه سكن النون للجزم نسقا على "تكونوا"، فيكون داخلا في حيز التقدير.