2922 - فيا رب يوم قد لهوت وليلة بآنسة كأنها خط تمثال
[ ص: 138 ] وقد أجيب عن ذلك: بأنها لتقليل النظير. ودلائل هذه الأقوال في النحو. وفيها لغات كثيرة أشهرها: "رب" بالضم والتشديد، أو التخفيف، وبالثانية قرأ نافع و "رب" بالفتح مع التشديد والتخفيف، ورب ورب بالضم والفتح مع السكون فيهما. وتتصل تاء التأنيث بكل ذلك، وبالتاء قرأ وعاصم. طلحة بن مصرف ربتما. وإذا اتصلت بها التاء جاز فيها الإسكان والفتح كثمت ولات، فتكثر الألفاظ، ولها أحكام كثيرة منها: لزوم تصديرها، ومنها تنكير مجرورها، وقوله: وزيد بن علي: 2923 - ربما الجامل المؤبل فيهم وعناجيج بينهن المهارى
2924 - ... ... ... ... وربه عطبا أنقذت من عطبه
2925 - يا رب قائلة غدا يا لهف أم معاويه
2926 - فإن أهلك فرب فتى سيبكي علي مهذب رخص البنان
2927 - ومعتصم بالحي من خشية الردى سيردى وغاز مشفق سيؤوب
و "ما" في "ربما" تحتمل وجهين، أظهرهما: أنها المهيئة، بمعنى: أن "رب" مختصة بالأسماء، فلما جاءت "ما" هيأت دخولها على الأفعال. وقد تقدم نظير ذلك في "إن" وأخواتها، وتكفها أيضا عن العمل كقوله:
2928 - ربما الجامل المؤبل ... ... ... ...
وقوله: يود الذين كفروا من لم يلتزم مضي متعلقها لم يحتج إلى تأويل، ومن التزم ذلك قال: لأن المترقب في أخبار الله تعالى واقع لا محالة، فعبر عنه بالماضي تحقيقا لوقوعه، كقوله: أتى أمر الله ونحوه.
قوله: لو كانوا يجوز في "لو" أن تكون الامتناعية، وحينئذ يكون جوابها محذوفا. تقديره: لو كانوا مسلمين لسروا بذلك، أو لخلصوا مما هم فيه. ومفعول "يود" محذوف على هذا التقدير: أي: ربما يود الذين كفروا النجاة، دل عليه الجملة الامتناعية.
والثاني: أنها مصدرية عند من يرى ذلك كما تقدم تقريره في البقرة. وحينئذ يكون هذا المصدر هو المفعول للودادة، أي: يودون كونهم مسلمين، إن جعلنا "ما" كافة، وإن جعلناها نكرة كانت "لو" وما في حيزها بدلا من "ما".