آ. (15) قوله تعالى: سكرت : قرأ "سكرت" [ ص: 149 ] مبنيا للمفعول مخفف الكاف، وباقي السبعة كذلك، إلا أنهم شددوا الكاف. ابن كثير: "سكرت" بفتح السين وكسر الكاف خفيفة مبنيا للفاعل. والزهري
فأما القراءة الأولى فيجوز أن تكون بمعنى المشددة، فإن التخفيف يصلح للقليل والكثير، وهما مأخوذتان من "السكر" بكسر السين وهو السد، فالمعنى: حبست أبصارنا وسدت. وقيل: بمعنى عطبت. وقيل: بمعنى أخذت. وقيل: بمعنى سحرت. وقيل: المشدد من سكر الماء، والمخفف بمعنى سحرت. وقيل: المشدد من سكر الماء بالكسر، والمخفف من سكر الشراب بالضم.
والمشهور أن "سكر" لا يتعدى فكيف بني للمفعول. فقال "ويجوز أن يكون سمع متعديا في البصر"، والذي قاله المحققون من أهل اللغة أن "سكر": إن كان من سكر الشراب، أو من سكر الريح، فالتضعيف فيه للتعدية، وإن كان من سكر الماء فالتضعيف للتكثير لأنه متعد مخففا، وذلك أنه يقال: سكرت الريح تسكر سكرا إذا ركدت، وسكر الرجل من الشراب سكرا إذا ركد ولم ينفذ لحاجته، فهذان قاصران، فالتضعيف فيهما للتعدية. ويقال: سكرت الماء في مجاريه: إذا منعته من الجري، فهذا متعد، فالتضعيف فيه للتكثير. [ ص: 150 ] وأما قراءة أبو علي: فإن كانت من سكر الماء فواضحة؛ لأنه متعد، وإن كانت من سكر الشراب أو سكر الريح فيجوز أن يكون الفعل استعمل لازما تارة ومتعديا أخرى، نحو: رجع زيد، ورجعه غيره، وسعد وسعده غيره. ابن كثير
وقال : "وسكرت: حيرت، أو حبست من السكر أو السكر، وقرئ: "سكرت" بالتخفيف، أي: حبست كما يحبس النهر من الجري"، فجعل قراءة التشديد محتملة لمعنيين، وقراءة التخفيف لمعنى واحد. الزمخشري
وأما قراءة فواضحة، أي: عطبت. وقيل: هي مطاوع أسكرت المكان فسكر، أي: سددته فانسد. الزهري