قوله: من حمإ فيه وجهان، أحدهما: أنه في محل جر صفة لصلصال، فيتعلق بمحذوف. والثاني: أنه بدل من "صلصال" بإعادة الجار.
والحمأ: الطين الأسود المنتن. قال الليث: "واحده حمأة بتحريك العين"، جعله اسم جنس، وقد غلط في ذلك; فإن أهل اللغة قالوا: لا يقال إلا "حمأة" بالإسكان، ولا يعرف التحريك، نص عليه وجماعة، وأنشدوا أبو عبيدة لأبي الأسود:
2939 - يجيء بملئها طورا وطورا يجيء بحمأة وقليل ماء
فلا تكون "الحمأة" واحدة "الحمأ" لاختلاف الوزنين. [ ص: 157 ] والمسنون: المصبوب من قولهم: سننت الشراب كأنه لرطوبته جعل مصبوبا كغيره من المائعات، فكأن المعنى: أفرغ صورة إنسان كما تفرغ الجواهر المذابة. قال : "وحق مسنون بمعنى مصور أن يكون صفة لصلصال، كأنه أفرغ الحمأ فصور منه تمثال شخص". قلت: يعني أنه يصير التقدير: من صلصال مصور، ولكن يلزم تقديم الوصف المؤول على الصريح إذا جعلنا: الزمخشري من حمإ صفة لصلصال، أما إذا جعلناه بدلا منه فلا. وقيل: مسنون مصور، من سنة الوجه وهي صورته. قال الشاعر: 2940 - تريك سنة وجه غير مقرفة ... ... ... ...