قوله تعالى: وبالنجم متعلق بـ "يهتدون". والعامة على فتح النون وسكون الجيم بالتوحيد فقيل: المراد به كوكب بعينه كالجدي أو الثريا. وقيل: بل هو اسم جنس. وقرأ بضمهما، ابن وثاب بضم النون فقط، وعكس بعضهم النقل عنهما. والحسن
فأما قراءة الضمتين ففيها تخريجان، أظهرهما: أنها جمع صريح لأن فعلا يجمع على فعل نحو: سقف وسقف، ورهن ورهن. والثاني: أن أصله النجوم، وفعل يجمع على فعول نحو: فلس وفلوس، ثم خفف بحذف الواو كما قالوا: أسد وأسود وأسد. قال وقالوا في خيام: خيم، يعني أنه نظيره، من حيث حذفوا منه حرف المد. وقال [ ص: 203 ] أبو البقاء: ابن عصفور: إن قولهم "النجم من ضرورة الشعر" وأنشد:
2967 - إن الذي قضى بذا قاض حكم أن ترد الماء إذا غاب النجم
يريد: النجوم، كقوله:2968 - حتى إذا ابتلت حلاقيم الحلق
يريد الحلوق.وأما قراءة الضم والسكون ففيها وجهان، أحدهما: أنها تخفيف من الضم. والثاني: أنها لغة مستقلة.
وتقديم كل من الجار والمبتدأ يفيد الاختصاص. قال : "فإن قلت: قوله: الزمخشري وبالنجم هم يهتدون مخرج عن سنن الخطاب، مقدم فيه النجم، مقحم فيه [هم]، كأنه قيل: وبالنجم خصوصا هؤلاء، خصوصا يهتدون، فمن المراد بهم؟ قلت: كأنه أراد قريشا، كان لهم اهتداء بالنجوم في مسائرهم، وكان لهم به علم لم يكن لغيرهم فكان الشكر عليهم أوجب ولهم ألزم".