آ. (175) قوله تعالى: فما أصبرهم : في "ما" هذه خمسة أقوال، أحدها: - وهو قول والجمهور - أنها نكرة تامة غير موصولة ولا موصوفة، وأن معناها التعجب، فإذا قلت: ما أحسن زيدا، فمعناه: شيء صير زيدا حسنا. والثاني: - وإليه ذهب سيبويه - أنها استفهامية صحبها معنى التعجب، نحو: الفراء "كيف تكفرون". والثالث: - ويعزى - أنها موصولة. والرابع: - ويعزى له أيضا - أنها نكرة موصوفة. وهي على الأقوال الأربعة في محل رفع بالابتداء، وخبرها على القولين الأولين الجملة الفعلية بعدها، وعلى قولي للأخفش يكون الخبر محذوفا، فإن الجملة بعدها إما صلة أو صفة. وكذلك اختلفوا في "أفعل" الواقع بعدها أهو اسم - وهو قول الكوفيين - أم فعل؟ وهو الصحيح. ويترتب على هذا الخلاف خلاف في [ ص: 244 ] نصب الاسم بعده: هل هو مفعول به أو مشبه بالمفعول به. ولهذه المذاهب دلائل واعتراضات وأجوبة ليس هذا موضوعها. الأخفش
والمراد بالتعجب هنا وفي سائر القرآن الإعلام بحالهم أنها ينبغي أن يتعجب منها، وإلا فالتعجب مستحيل في حقه تعالى. ومعنى "على النار" [أي] على عمل أهل النار، وهذا من مجاز الكلام.
الخامس: أنها نافية، أي: فما أصبرهم الله على النار، نقله وليس بشيء. أبو البقاء