آ. (27) قوله تعالى: أين شركائي مبتدأ وخبر. والعامة على "شركائي" ممدودا. وسكن ياء المتكلم فرقة، فتحذف وصلا لالتقاء الساكنين. وقرأ بخلاف عنه بقصره مفتوح الياء. وقد أنكر جماعة هذه القراءة، وزعموا أنها غير مأخوذ بها، لأن قصر الممدود لا يجوز إلا ضرورة. وتعجب البزي أبو شامة من حيث ذكرها في كتابه مع ضعفها، وترك قراءات شهيرة واضحة. [ ص: 211 ] قلت: وقد روي عن أبي عمرو الداني أيضا قصر التي في القصص، وروي عنه أيضا قصر "ورائي" في مريم، وروى عنه ابن كثير أيضا قصر: قنبل أن رآه استغنى في العلق، فقد روى عنه قصر بعض الممدودات، فلا تبعد رواية ذلك عنه هنا، وبالجملة فقصر الممدود ضعيف، ذكره غير واحد لكن لا يصل به إلى حد الضرورة.
قوله: "تشاقون" نافع بكسر النون خفيفة، والأصل: تشاقوني، فحذفها مجتزئا عنها بالكسرة، والباقون بفتحها خفيفة، ومفعوله محذوف، أي: تشاقون المؤمنين أو تشاقون الله، بدليل القراءة الأولى. وقد ضعف هذه القراءة، أعني قراءة أبو حاتم وقرأت فرقة بتشديدها مكسورة، والأصل: تشاقونني فأدغم، وقد تقدم تفصيل ذلك في: نافع. أتحاجوني ، فبم تبشرون وسيأتي في قوله تعالى: قل أفغير الله تأمروني .
قوله: "اليوم" منصوب بالخزي، وعمل المصدر وفيه أل. وقيل: هو منصوب بالاستقرار في "على الكافرين" إلا أن فيه فصلا بالمعطوف بين العامل ومعموله، واغتفر ذلك لأنهم يتسعون في الظروف.