وقال والكاف في "أرأيتك" حرف خطاب لا موضع لها من الإعراب، ومعنى "أرأيت" أتأملت ونحوه، كأن المخاطب ينبه المخاطب ليستجمع لما ينص عليه [بعد]. وقال ابن عطية: وهي بمعنى أخبرني، ومثل بقوله: "أرأيتك زيدا أبو من هو؟" وقول سيبويه: صحيح، حيث يكون [ ص: 379 ] بعدها استفهام كمثاله، وأما في الآية فهي كما قلت، وليست التي ذكر سيبويه قلت: وهذا الذي ذكره ليس بمسلم، بل الآية كمثاله، غاية ما في الباب أن المفعول الثاني محذوف وهو الجملة الاستفهامية المقدرة، لانعقاد الكلام من مبتدأ وخبر، لو قلت: هذا الذي كرمته علي لم كرمته؟ سيبويه.
وقال الكاف في محل نصب، أي "أرأيت نفسك" كقولك: أتدبرت آخر أمرك فإني صانع فيه كذا ثم ابتدأ: "هذا الذي كرمت علي". الفراء:
وقال "والمفعول الثاني محذوف، تقديره: تفضيله أو تكريمه". قلت. وهذا لا يجوز لأن المفعول الثاني في هذا الباب لا يكون إلا جملة مشتملة على استفهام. أبو البقاء:
قال الشيخ: "ولو ذهب ذاهب إلى أن الجملة القسمية هي المفعول الثاني لكان حسنا". قلت: يرد ذلك التزام كون المفعول الثاني جملة مشتملة على استفهام وقد تقرر جميع ذلك في الأنعام فعليك باعتباره هنا.
قوله: لئن أخرتن قرأ بإثبات ياء المتكلم وصلا ووقفا، ابن كثير ونافع بإثباتها وصلا وحذفها وقفا، وهذه قاعدة من ذكر في الياءات الزائدة على الرسم، والباقون بحذفها وصلا ووقفا، هذا كله في حرف هذه [ ص: 380 ] السورة، أما الذي في المنافقين في قوله: وأبو عمرو لولا أخرتني فأثبته الكل لثبوتها في الرسم الكريم.
قوله: "لأحتنكن" جواب القسم الموطأ له باللام. ومعنى "لأحتنكن" لأستولين عليهم استيلاء من جعل في حنك الدابة حبلا يقودها به فلا تأبى ولا تشمس عليه. يقال: حنك فلان الدابة واحتنكها، أي: فعل بها ذلك، واحتنك الجراد الأرض: أكل نباتها قال:
3077 - نشكو إليك سنة قد أجحفت جهدا إلى جهد بنا فأضعفت
واحتنكت أموالنا وجلفتوحكى "أحنك الشاتين"، أي: آكلهما، أي: أكثرهما أكلا. سيبويه: