قوله: "جزاؤكم" يجوز أن يكون الخطاب التغليب لأنه تقدم غائب ومخاطب في قوله: فمن تبعك منهم فغلب المخاطب، ويجوز أن يكون الخطاب مرادا به "من" خاصة ويكون ذلك على سبيل الالتفات.
قوله: "جزاء" في نصبه أوجه، أحدها: أنه منصوب على المصدر، [ ص: 381 ] الناصب له المصدر قبله، وهو مصدر مبين لنوع المصدر الأول. الثاني: أنه منصوب على المصدر أيضا لكن بمضمر، أي: يجازون جزاء. الثالث: أنه حال موطئة كجاء زيد رجلا صالحا. الرابع: أنه تمييز وهو غير متعقل.
و "موفورا" اسم مفعول من وفرته، ووفر يستعمل متعديا، ومنه قول زهير:
3078 - ومن يجعل المعروف من دون عرضه يفره ومن لا يتق الشتم يشتم
والآية الكريمة من هذا، ويستعمل لازما يقال: وفر المال.