والاستفزاز: الاستخفاف، واستفزني فلان: استخفني حتى خدعني لما يريده. قال:
3079 - يطيع سفيه القوم إذ يستفزه ويعصي حليما شيبته الهزاهز
[ ص: 382 ] ومنه سمي ولد البقرة "فزأ". قال الشاعر: 3080 - كما استغاث بسيء فز غيطلة خاف العيون ولم ينظر به الحشك
قوله: "وأجلب"، أي: اجمع عليهم الجموع من جندك، يقال: أجلب عليه وجلب، أي: جمع عليه الجموع. وقيل: أجلب عليه: توعده بشر. وقيل: أجلب عليه: أعان، وأجلب، أي: صاح صياحا شديدا، ومنه الجلبة، أي: الصياح.
قوله: "ورجلك" قرأ حفص بكسر الجيم، والباقون بسكونها، فقراءة حفص "رجل" فيها بمعنى رجل بالضم بمعنى راجل يقال: رجل يرجل إذا صار راجلا، فيكون مثل: حذر وحذر، وندس وندس، وهو مفرد أريد به الجمع. وقال هي صفة، يقال: فلان يمشي رجلا إذا كان غير راكب، ومنه قول الشاعر: ابن عطية:
3081 - ... ... ... ... رجلا إلا بأصحابي
فما أقاتل عن ديني على فرسي إلا كذا رجلا إلا بأصحابي
وقال : "على أن فعلا بمعنى فاعل نحو: تعب وتاعب، ومعناه: وجمعك الرجل، وتضم جيمه أيضا فيكون مثل: حذر وحذر، وندس وندس، وأخوات لهما". الزمخشري
وأما قراءة الباقين فتحتمل أن تكون تخفيفا من "رجل" بكسر الجيم أو ضمها، والمشهور: أنه اسم جمع لراجل كركب وصحب في راكب وصاحب. والأخفش يجعل هذا النحو جمعا صريحا.
وقرأ "ورجالك" جمع رجل بمعنى راجل، أو جمع راجل كقائم وقيام. وقرئ: "ورجالك" بضم الراء وتشديد الجيم، وهو جمع راجل كضارب وضراب. عكرمة:
والباء في "بخيلك" يجوز أن تكون الحالية، أي: مصاحبا بخيلك، وأن تكون مزيدة كقوله:
3082 - ... ... ... ... لا يقرأن بالسور
[ ص: 384 ] قوله: وما يعدهم الشيطان من باب الالتفات وإقامة الظاهر مقام المضمر; إذ لو جرى على سنن الكلام الأول لقال: وما تعدهم، بالتاء من فوق.
قوله: إلا غرورا فيه أوجه، أحدها: أنه نعت مصدر محذوف وهو نفسه مصدر، الأصل: إلا وعدا غرورا، فيجيء فيه ما في: "رجل عدل"، أي: إلا وعدا ذا غرور، أو على المبالغة أو على: وعدا غارا، ونسب الغرور إليه مجازا. الثاني: أنه مفعول من أجله، أي: ما يعدهم مما يعدهم من الأماني الكاذبة إلا لأجل الغرور. الثالث: أنه مفعول به على الاتساع، أي: ما يعدهم إلا الغرور نفسه.