قوله: جانب البر فيه وجهان أظهرهما: أنه مفعول به، كقوله: فخسفنا به وبداره الأرض . والثاني: أنه منصوب على الظرف. و "بكم" يجوز أن تكون حالية، أي: مصحوبا بكم، وأن تكون للسببية. قيل: ولا يلزم من [ ص: 385 ] خسفه بسببهم أن يهلكوا. وأجيب بأن المعنى: جانب البر الذي أنتم فيه فيلزم بخسفه هلاكهم، ولولا هذا التقدير لم يكن في التوعد به فائدة.
قوله: أن يخسف "أو يرسل" "أن يعيدكم" "فيرسل" "فيغرقكم" قرأ هذه [جميعها] بنون العظمة ابن كثير والباقون بالياء فيها على الغيبة. فالقراءة الأولى على سبيل الالتفات من الغائب في قوله: وأبو عمرو، ربكم إلى آخره، والقراءة الثانية على سنن ما تقدم من الغيبة المذكورة.
قوله: "حاصبا"، أي: ريحا حاصبا، ولم يؤنثه: إما لأنه مجازي، أو على النسب، أي: ذات حصب. والحصب: الرمي بالحصى وهي الحجارة الصغار. قال الفرزدق:
3083 - مستقبلين شمال الشام تضربهم حصباء مثل نديف القطن منثور
والحاصب أيضا: العارض الذي يرمي البرد.