الثاني: أنها متوسطة بين قسم محذوف وجوابه، فألغيت لذلك، والتقدير: ووالله إذن لا يلبثون.
الثالث: أنها متوسطة بين مبتدأ محذوف وخبره، فألغيت لذلك، والتقدير: وهم إذن لا يلبثون.
وقرأ بحذف النون، فنصبه بإذن عند الجمهور، وب "أن" مضمرة بعدها من غيرهم، وفي مصحف أبي "لا يلبثوا" بحذفها. ووجه النصب أنه لم يجعل الفعل معطوفا على ما تقدم ولا جوابا ولا خبرا. قال عبد الله: : وأما قراءة الزمخشري ففيها الجملة برأسها التي هي: إذا لا يلبثوا، عطف على جملة قوله: أبي وإن كادوا ليستفزونك .
وقرأ عطاء: لا يلبثون بضم الياء وفتح اللام والباء، مشددة مبنيا للمفعول، من لبثه بالتشديد. وقرأها يعقوب كذلك إلا أنه كسر الباء، جعله مبنيا للفاعل.
قوله: "خلافك" قرأ الأخوان وحفص: "خلافك" بكسر الخاء وألف بعد اللام، والباقون بفتح الخاء وسكون اللام. والقراءتان بمعنى [ ص: 395 ] واحد. وأنشدوا في ذلك: وابن عامر
3089 - عفت الديار خلافهم فكأنما بسط الشواطب بينهن حصيرا
وقال تعالى: خلاف رسول الله والمعنى: بعد خروجك. وكثر إضافة قبل وبعد ونحوهما إلى أسماء الأعيان على حذف مضاف، فيقدر من قولك: جاء زيد قبل عمرو: أي: قبل مجيئه.قوله: إلا قليلا يجوز أن تكون صفة لمصدر أو لزمان محذوف، أي: لبثا قليلا، أو إلا زمانا قليلا.