[ ص: 396 ]
3090 - فلما تفرقنا كأني ومالكا لطول اجتماع لم نبت ليلة معا
ومثله قولهم: "كتبته لثلاث خلون". والثاني: أنها على بابها، أي: لأجل دلوك. قال الواحدي: "لأنها إنما تجب بزوال الشمس".والدلوك: مصدر دلكت الشمس، وفيه ثلاثة أقوال، أشهرها: أنه الزوال، وهو نصف النهار. والثاني: أنه من الزوال إلى الغروب. قال : "واشتقاقه من الدلك; لأن الإنسان يدلك عينه عند النظر إليها". قلت: وهذا يفهم أنه ليس بمصدر; لأنه جعله مشتقا من المصدر. والثالث: أنه الغروب، وأنشد الزمخشري عليه قوله: الفراء
3091 - هذا مقام قدمي رباح ذبب حتى دلكت براح
3092 - مصابيح ليست باللواتي تقودها نجوم ولا بالآفلات الدوالك
قوله: إلى غسق الليل في هذا الجار وجهان، أحدهما: أنه متعلق ب "أقم" فهي لانتهاء غاية الإقامة، وكذلك اللام في "لدلوك" متعلقة به أيضا. والثاني: أنه متعلق بمحذوف على أنه حال من "الصلاة"، أي: أقمها ممدودة إلى غسق الليل، قاله وفيه نظر؛ من حيث إنه قدر المتعلق كونا مقيدا، إلا أن يريد تفسير المعنى لا الإعراب. أبو البقاء.
والغسق: دخول أول الليل، قاله ابن شميل. وأنشد:
3093 - إن هذا الليل قد غسقا واشتكيت الهم والأرقا
3094 - ظلت تجود يداها وهي لاهية حتى إذا هجم الإظلام والغسق
قوله: قرآن الفجر فيه أوجه، أحدها: أنه عطف على "الصلاة"، أي: وأقم قرآن الفجر، والمراد به صلاة الصبح، عبر عنها ببعض أركانها. والثاني: أنه منصوب على الإغراء، أي: وعليك قرآن الفجر، كذا قدره وتبعه الأخفش وأصول البصريين تأبى هذا; لأن أسماء الأفعال لا تعمل مضمرة. الثالث: أنه منصوب بإضمار فعل، أي: كثر قرآن أو الزم قرآن الفجر. أبو البقاء،