قوله: "بصائر" حال وفي عاملها قولان، أحدهما: أنه "أنزل" هذا [ ص: 423 ] الملفوظ به، وصاحب الحال هؤلاء، وإليه ذهب الحوفي وابن عطية وهؤلاء يجيزون أن يعمل ما قبل "إلا" فيما بعدها، وإن لم يكن مستثنى، ولا مستثنى منه، ولا تابعا له. والثاني: وهو مذهب الجمهور أن ما بعد "إلا" لا يكون معمولا لما قبله، فيقدر لها عامل تقديره: أنزلها بصائر، وقد تقدم نظير هذه في "هود" عند قوله: وأبو البقاء، إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي .
قوله: "مثبورا" "مثبورا" مفعول ثان، واعترض بين المفعولين بالنداء. والمثبور: المهلك. يقال: ثبره الله، أي: أهلكه، قال ابن الزبعرى:
3116 - إذ أجاري الشيطان في سنن الغي ي ومن مال ميله مثبور
والثبور: الهلاك قال تعالى: لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا .