قال الشيخ بعدما نقل قولي ابن عطية والحوفي: وأقول: إن "كماء" في موضع المفعول الثاني لقوله: "واضرب"، أي: وصير لهم مثل الحياة، أي: صفتها شبه ماء. قلت: وهذا قد سبقه إليه أبو البقاء.
و "أنزلناه" صفة ل "ماء".
قوله: فاختلط به يجوز في هذه الباء وجهان أحدهما: أن تكون سببية. الثاني: أن تكون معدية. قاله : "فالتف بسببه وتكاثف حتى خالط بعضه بعضا". وقيل: نجع الماء في النبات حتى روي ورف رفيفا. وكان حق اللفظ على هذا التفسير: فاختلط بنبات الأرض. ووجه صحته: أن كل مختلطين موصوف كل واحد منهما بصفة الآخر. الزمخشري
قوله: فأصبح هشيما "أصبح" يجوز أن تكون على بابها; فإن أكثر ما يطرق من الآفات صباحا، كقوله: فأصبح يقلب كفيه ويجوز أن تكون بمعنى صار من غير تقيد بصباح كقوله:
3167 - أصبحت لا أحمل السلاح ولا أملك رأس البعير إن نفرا
[ ص: 502 ] والهشيم: واحده هشيمة وهو اليابس. وقال الزجاج وابن قتيبة: كل ما كان رطبا فيبس. ومنه: كهشيم المحتظر . ومنه: هشمت الفت. ويقال: هشم الثريد: إذا فته.قوله: "تذروه" صفة ل "هشيما" والذرو: التفريق، وقيل: الرفع.
قوله: "تذروه" بالواو. وقرأ "تذريه" من الذري، ففي لامه لغتان: الواو والياء. وقرأ عبد الله: "تذريه" بضم التاء من الإذراء. وهذه تحتمل أن تكون من الذرو وأن تكون من الذري. والعامة على ابن عباس "الرياح" جمعا. وزيد بن علي والحسن في آخرين: "الريح" بالإفراد. والنخعي