[ ص: 529 ] والغلام: من لم يبلغ. وقد يطلق على البالغ الكبير. فقيل: مجازا باعتبار ما كان. ومنه قول ليلى:
3181 - شفاها من الداء الذي قد أصابها غلام إذا هز القناة شفاها
وقال آخر: 3182 - تلق ذباب السيف عني فإنني غلام إذا هوجيت لست بشاعر
قال : "فإن قلت: لم قيل: الزمخشري "حتى إذا ركبا في السفينة خرقها" بغير فاء، و "حتى إذا لقيا غلاما فقتله" بالفاء؟ قلت: جعل "خرقها" جزاء للشرط، وجعل "قتله" من جملة الشرط معطوفا عليه، والجزاء "قال: أقتلت". فإن قلت: لم خولف بينهما؟ قلت: لأن الخرق لم يتعقب الركوب، وقد تعقب القتل لقاء الغلام".
قوله: بغير نفس فيه ثلاثة أوجه، أحدها: أنها متعلقة ب "قتلت". الثاني: أنها متعلقة بمحذوف على أنها حال من الفاعل أو من المفعول، [ ص: 530 ] أي: قتلته ظالما أو مظلوما، كذا قدره وهو بعيد جدا. الثالث: أنها صفة لمصدر محذوف، أي: قتلا بغير نفس. أبو البقاء.
قوله: "نكرا" قرأ نافع وأبو بكر وابن ذكوان بضمتين، والباقون بضمة وسكون. وهما لغتان، أو أحدهما أصل. و "شيئا": يجوز أن يراد به المصدر، أي: مجيئا نكرا، وأن يراد به المفعول به، أي: جئت أمرا منكرا. وهل النكر أبلغ من الإمر أو بالعكس. فقيل: الإمر أبلغ; لأن قتل أنفس بسبب الخرق أعظم من قتل نفس واحدة. وقيل: بل النكر أبلغ لأن معه القتل الحتم، بخلاف خرق السفينة فإنه يمكن تداركه، ولذلك قال: ألم أقل لك ولم يأت ب "لك" مع "إمرا".