قوله: من لدني العامة على ضم الدال وتشديد النون. وذلك أنهم [ ص: 531 ] أدخلوا نون الوقاية على "لدن" لتقيها من الكسر محافظة على سكونها، كما حوفظ على سكون نون "من" و "عن" فألحقت بهما نون الوقاية فيقولون: مني وعني بالتشديد.
ونافع بتخفيف النون. والوجه فيه: أنه لم يلحق نون الوقاية ل "لدن". إلا أن منع من ذلك وقال: "لا يجوز أن تأتي ب "لدن" مع ياء المتكلم دون نون وقاية". وهذه القراءة حجة عليه. فإن قيل: لم لا يقال: إن هذه النون نون الوقاية، وإنما اتصلت ب "لد" لغة في "لدن" حتى يتوافق قول سيبويه مع هذه القراءة؟ قيل: لا يصح ذلك من وجهين، أحدهما: أن نون الوقاية إنما جيء بها لتقي الكلمة الكسر محافظة على سكونها. ودون النون لا يسكنون; لأن الدال مضمومة، فلا حاجة إلى النون. سيبويه
والثاني: أن يمنع أن يقال: "لدني" بالتخفيف. سيبويه
وقد حذفت النون من "عن" و "من" في قوله:
3183 - أيها السائل عنهم وعني لست من قيس ولا قيس مني
ولكن تحتمل هذه القراءة أن تكون النون فيها أصلية، وأن تكون للوقاية على أنها دخلت على "لد" الساكنة الدال، لغة في "لدن" فالتقى ساكنان [ ص: 532 ] فكسرت نون الوقاية على أصلها. وإذا قلنا بأن النون أصلية فالسكون تخفيف كتسكين ضاد "عضد" وبابه.وقرأ بسكون الدال وتخفيف النون أيضا، ولكنه أشم الدال الضم منبهة على الأصل. واختلف القراء في هذا الإشمام، فقائل: هو إشارة بالعضو من غير صوت كالإشمام الذي في الوقف، وهذا هو المعروف. وقائل: هو إشارة للحركة المدركة بالحس فهو كالروم في المعنى، يعني: أنه إتيان ببعض الحركة. وقد تقدم هذا محررا في يوسف عند قوله: أبو بكر لا تأمنا ، وفي قوله في هذه السورة: "من لدنه" في قراءة شعبة أيضا، وتقدم لك بحث يعود مثله هنا.
وقرأ عيسى في رواية: "عذرا" بضمتين. وعن وأبو عمرو أيضا: "عذري" مضافا لياء المتكلم. أبي عمرو
و من لدني متعلق ب "بلغت"، أو بمحذوف على أنه حال من "عذرا".