قوله: وراءهم ملك "وراء" هنا قيل: يراد بها المكان. وقيل: الزمان. واختلف أيضا فيها: هل هي على حقيقتها أو بمعنى أمام؟ وأنشدوا على هذا الثاني:
[ ص: 537 ]
3189 - أليس ورائي أن أدب على العصا فيأمن أعدائي ويسأمني أهلي
وقول لبيد: 3190 - أليس ورائي إن تراخت منيتي لزوم العصا تحنى عليها الأصابع
3191 - أيرجو بنو مروان سمعي وطاعتي وقومي تميم والفلاة ورائيا
قوله: "غصبا" فيه أوجه، أحدها: أنه مصدر في موضع الحال، أو منصوب على المصدر المبين لنوع الأخذ، أو منصوب على المفعول له. وهو بعيد في المعنى. وادعى أن في الكلام تقديما وتأخيرا فقال: "فإن قلت: قوله: الزمخشري "فأردت أن أعيبها" مسبب عن خوف الغصب عليها فكان حقه أن يتأخر عن السبب فلم قدم عليه؟ قلت: النية به التأخير، وإنما قدم للعناية به، ولأن خوف الغصب ليس هو السبب وحده، ولكن مع كونها للمساكين، فكان بمنزلة قولك: زيد ظني مقيم".