قوله: "وهن" العامة على فتح الهاء. وقرأ بكسرها. وقرئ بضمها، وهذه لغات في هذه اللفظة. ووحد العظم لإرادة الجنس، يعني أن هذا الجنس الذي هو عمود البدن، وأشد ما فيه وأصلبه، قد أصابه الوهن، ولو جمع لكان قصدا أخر: وهو أنه لم يهن منه بعض عظامه ولكن كلها، قاله الأعمش . وقيل: أطلق المفرد، والمراد به الجمع كقوله: الزمخشري
3208 - بها جيف الحسرى فأما عظامها فبيض وأما جلدها فصليب
أي: جلودها، ومثله: 3209 - كلوا في بعض بطنكم تعفوا فإن زمانكم زمن خميص
و "مني" حال من "العظم". وفيه رد على من يقول: إن الألف واللام تكون عوضا من الضمير المضاف إليه; لأنه قد جمع بينهما هنا وإن كان الأصل: وهن عظمي. ومثله في الدلالة على ذلك ما أنشدوه شاهدا على ما ذكرت:
3210 - رحيب قطاب الجيب منها رفيقة بجس الندامى بضة المتجرد
والثاني: أنه مصدر على غير الصدر، فإن معنى "اشتعل الرأس" شاب.
الثالث: أنه مصدر واقع موقع الحال، أي: شائبا أو ذا شيب.
قوله: "بدعائك" فيه وجهان، أظهرهما: أن المصدر مضاف لمفعوله، أي: بدعائي إياك. والثاني: أنه مضاف لفاعله، أي: لم أكن بدعائك لي إلى الإيمان شقيا.