آ. (6) قوله: يرثني ويرث : قرأ أبو عمرو بجزم الفعلين على أنهما جواب للأمر إذ تقديره: إن يهب يرث. والباقون برفعهما على أنهما صفة ل والكسائي "وليا".
[ ص: 568 ] وقرأ أمير المؤمنين رضي الله عنه علي وابن عباس والحسن ويحيى بن يعمر والجحدري في آخرين: "يرثني" بياء الغيبة والرفع، و "أرث" مسندا لضمير المتكلم. قال صاحب "اللوامح": في الكلام تقديم وتأخير. والتقدير: يرث نبوتي إن مت قبله وأرثه ماله إن مات قبلي. ونقل هذا عن وقتادة الحسن.
وقرأ أيضا علي وابن عباس والجحدري "يرثني وارث" جعلوه اسم فاعل، أي: يرثني به وارث، ويسمى هذا "التجريد" في علم البيان.
وقرأ "أويرث" وهو تصغير: "وارث"، والأصل وويرث بواوين. وجب قلب أولاهما همزة لاجتماعهما متحركتين أول كلمة، ونحو: "أويصل" تصغير "واصل". والواو الثانية بدل عن ألف فاعل. وأويرث مصروف. لا يقال: ينبغي أن يكون غير مصروف لأن فيه علتين الوصفية ووزن الفعل، فإنه بزنة أبيطر مضارع بيطر، وهذا مما يكون الاسم فيه منصرفا في التكبير ممتنعا في التصغير. لا يقال ذلك لأنه غلط بين; لأن "أويرثا" وزنه فويعل لا أفيعل بخلاف "أحيمر" تصغير "أحمر". مجاهد:
[ ص: 569 ] وقرأ "وارث" بكسر الواو، ويعنون بها الإمالة. الزهري
قوله: "رضيا" مفعول ثان، وهو فعيل بمعنى فاعل، وأصله رضيو لأنه من الرضوان.