906 - دعوت عشيرتي للسلم لما رأيتهم تولوا مدبرينا
[ ص: 359 ] ينشد بالكسر، وقال آخر في المفتوح: 907 - شرائع السلم قد بانت معالمها فما يرى الكفر إلا من به خبل
قوله: "كافة" منصوب على الحال، وفي صاحبها ثلاثة أقوال، أحدها: وهو الأظهر أنه الفاعل في "ادخلوا" والمعنى: ادخلوا السلم جميعا. وهذه حال تؤكد معنى العموم، فإن قولك: "قام القوم كافة" بمنزلة: قاموا كلهم. والثاني: أنه "السلم"، قاله الزمخشري قال وأبو البقاء، "ويجوز أن تكون "كافة" حالا من "السلم" لأنها تؤنث كما تؤنث كما تؤنث الحرب، قال الشاعر: الزمخشري:
908 - السلم تأخذ منها ما رضيت به والحرب يكفيك من أنفاسها جرع
والثالث: أن يكون صاحب الحال هما جميعا، أعني فاعل "ادخلوا" و "السلم" فتكون حالا من شيئين. وهذا ما أجازه ابن عطية فإنه قال: "وتستغرق"" كافة" حينئذ المؤمنين وجميع أجزاء الشرع، فتكون الحال من شيئين، وذلك جائز نحو قوله: "فأتت به قومها تحمله". ثم قال بعد كلام: "وكافة معناه جميعا، فالمراد بالكافة الجماعة التي تكف مخالفيها".
وقوله: "نحو قوله: تحمله" يعني أن "تحمله" حال من فاعل "أتت" ومن الهاء في "به". قال الشيخ: "هذا المثال ليس مطابقا للحال من شيئين لأن لفظ "تحمله" لا يحتمل شيئين، ولا تقع الحال من شيئين إلا إذا كان اللفظ يحتملهما، واعتبار ذلك بجعل ذوي الحال مبتدأين، وجعل تلك الحال خبرا عنهما، فمتى صح ذلك صحت الحال نحو:
909 – وعلقت سلمى وهي ذات موصد ولم يبد للأتراب من ثديها حجم
صغيرين نرعى البهم يا ليت أننا إلى اليوم لم نكبر ولم تكبر البهم
910 - خرجت بها نمشي تجر وراءنا على أثرينا ذيل مرط مرحل
واعلم أن أصل "كافة" اسم فاعل من كف يكف أي منع، ومنه: "كف الإنسان"، لأنها تمنع ما يقتضيه، و "كفة الميزان" لجمعها الموزون، والكفة بالضم لكل مستطيل، وبالكسر لكل مستدير. وقيل: "كافة" مصدر [ ص: 362 ] كالعاقبة والعافية. وكافة وقاطبة مما لزم نصبهما على الحال فإخراجهما عن ذلك لحن.