3239 - تردد فيها ضوءها وشعاعها فأحصن وأزين لامرئ أن تسربلا
أي: بأن تسربل، فالمجرور مرفوع المحل، ولا ضمير في أفعل. ولنا قول ثان: أن الفاعل مضمر، والمراد به المتكلم كأن المتكلم يأمر نفسه بذلك والمجرور بعده في محل نصب، ويعزى هذا للزجاج.[ ص: 603 ] ولنا قول ثالث: أن الفاعل ضمير المصدر، والمجرور منصوب المحل أيضا، والتقدير: أحسن يا حسن بزيد. ولشبه هذا الفاعل عند الجمهور بالفضلة لفظا جاز حذفه للدلالة عليه كهذه الآية فإن تقديره: وأبصر بهم. وفيه أبحاث موضوعها كتب النحو.
وقوله: يوم يأتوننا معمول ل "أبصر". ولا يجوز أن يكون معمولا ل "أسمع" لأنه لا يفصل بين فعل التعجب ومعموله، ولذلك كان الصحيح أنه لا يجوز أن تكون المسألة من التنازع. وقد جوزه بعضهم ملتزما إعمال الثاني، وهو خلاف قاعدة الإعمال. وقيل: بل هو أمر حقيقة، والمأمور به رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمعنى: أسمع الناس وأبصرهم بهم وبحديثهم: ماذا يصنع بهم من العذاب؟ وهو منقول عن أبي العالية.
وقوله: "اليوم" منصوب بما تضمنه الجار من قوله: "في ضلال مبين"، أي: لكن الظالمون استقروا في ضلال مبين اليوم. ولا يجوز أن يكون هذا الظرف هو الخبر، والجار لغو; لئلا يخبر عن الجثة بالزمان بخلاف قولك: القتال اليوم في دار زيد، فإنه يجوز الاعتباران.