[ ص: 632 ] آ. (75) قوله: من كان في الضلالة : "من" يجوز أن تكون شرطية، وهو الظاهر، وأن تكون موصولة، ودخلت الفاء في الخبر لما تضمنه الموصول من معنى الشرط. وقوله: "فليمدد" فيه وجهان، أحدهما: أنه طلب على بابه، ومعناه الدعاء. والثاني: لفظه لفظ الأمر، ومعناه الخبر. قال : أي: مد له الرحمن، بمعنى أمهله فأخرج على لفظ الأمر إيذانا بوجوب ذلك. أو فمد له في معنى الدعاء بأن يمهله الله وينفس في مدة حياته. الزمخشري
قوله: "حتى إذا" في "حتى" هذه ما تقدم في نظائرها من كونها: حرف جر أو حرف ابتداء، وإنما الشأن فيما هي غاية له على كلا القولين. فقال : "وفي هذه الآية وجهان: أن تكون موصولة، بالآية التي هي رابعتها، والآيتان اعتراض بينهما، أي: قالوا: أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا، حتى إذا رأوا ما يوعدون، أي: لا يبرحون يقولون هذا القول ويتولعون [به] لا يتكافون عنه إلى أن يشاهدوا الموعود رأي العين" وذكر كلاما حسنا. الزمخشري
ثم قال: "والثاني: أن تتصل بما يليها، والمعنى أن الذين في الضلالة ممدود لهم"، وذكر كلاما طويلا. ثم قال: إلى أن يعاينوا نصرة الله للمؤمنين، أو يشاهدوا الساعة ومقدماتها. فإن قلت: "حتى" هذه ما هي؟ [ ص: 633 ] قلت: هي التي تحكى بعدها الجمل، ألا ترى الجملة الشرطية واقعة بعدها، وهي: "إذا رأوا ما يوعدون... فسيعلمون".
قال الشيخ: - مستبعدا للوجه الأول - "وهو في غاية البعد لطول الفصل بين قوله: "قالوا أي الفريقين" وبين الغاية، وفيه الفصل بجملتي اعتراض ولا يجيزه أبو علي". وهذا الاستبعاد قريب. وقال "حتى" يحكى ما بعدها ههنا، وليست متعلقة بفعل. أبو البقاء:
قوله: إما العذاب وإما الساعة قد عرفت [ما] في "إما": من كونها حرف عطف أولا، ولا خلاف أن أحد معانيها التفصيل كما في الآية الكريمة. و "العذاب" و "الساعة" بدلان من قوله: ما يوعدون المنصوبة ب "رأوا" و "فسيعلمون" جواب الشرط.
و من هو شر مكانا يجوز أن تكون "من" موصولة بمعنى الذي، وتكون مفعولا ل "يعلمون". ويجوز أن تكون استفهامية في محل رفع بالابتداء، و "هو" مبتدأ ثان، و "شر" خبره، والمبتدأ والخبر خبر الأول. ويجوز أن تكون الجملة معلقة لفعل الرؤية فالجملة في محل نصب على التعليق.