آ. (82) وروى  ابن عطية  والداني  وغيره عن أبي نهيك  أنه قرأ: "كلا" بضم الكاف والتنوين. وفيها تأويلان، أحدهما: أن ينتصب على الحال، أي: سيكفرون   جميعا. كذا قدره  أبو البقاء  واستبعده. والثاني: أنه منصوب بفعل مقدر، أي: يرفضون أو يجحدون أو يتركون كلا، قاله  ابن عطية.  
وحكى  ابن جرير  أن أبا نهيك  قرأ: "كل" بضم الكاف ورفع اللام منونة على أنه مبتدأ، والجملة الفعلية بعده خبره. وظاهر عبارة هؤلاء أنه لم يقرأ بذلك إلا في "كلا" الثانية. 
 [ ص: 640 ] وقرأ  علي بن أبي طالب:   "ونمد" من أمد. وقد تقدم القول في مده وأمده. 
قوله: ونرثه ما يقول  يجوز في "ما" وجهان; أحدهما: أن تكون مفعولا بها. والضمير في "نرثه" منصوب على إسقاط الخافض تقديره: ونرث منه ما يقوله. الثاني: أن تكون بدلا من الضمير في "نرثه" بدل الاشتمال. وقدر بعضهم مضافا قبل الموصول، أي: نرثه معنى ما يقول، أو مسمى ما يقول، وهو المال والولد; لأن نفس القول لا يورث. 
و  "فردا"  حال: إما مقدرة نحو: فادخلوها خالدين  أو مقارنة، وذلك مبني على اختلاف في معنى الآية مذكور في الكشاف. 
والضمير في: سيكفرون  يجوز أن يعود على الآلهة لأنه أقرب مذكور، ولأن الضمير في  "يكونون"  أيضا عائد عليهم فقط. ومثله: وإذا رأى الذين أشركوا شركاءهم  ثم قال: فألقوا إليهم القول إنكم لكاذبون   . وقيل: يعود على المشركين. ومثله قوله: والله ربنا ما كنا مشركين   . إلا أن فيه عدم توافق الضمائر؛ إذ الضمير في "يكونون" عائد على الآلهة، و  "بعبادتهم"  مصدر مضاف إلى فاعله إن عاد الضمير في "عبادتهم" على المشركين العابدين، وإلى المفعول إن عاد إلى الآلهة.
 [ ص: 641 ] وقوله:  "ضدا"  إنما وحده، وإن كان خبرا عن جمع، لأحد وجهين: إما لأنه مصدر في الأصل، والمصادر موحدة مذكرة، وإما لأنه مفرد في معنى الجمع. قال  الزمخشري   : والضد: العون، وحد توحيد "وهم يد على من سواهم" لاتفاق كلمتهم، وأنهم كشيء واحد لفرط تضامهم وتوافقهم، والضد: العون والمعاونة. ويقال: من أضدادكم، أي: أعوانكم. قيل: وسمي العون ضدا لأنه يضاد من يعاديك وينافيه بإعانتك له عليه. وفي التفسير: أن الضد هنا الأعداء. وقيل: القرن. وقيل: البلاء وهذه تناسب معنى الآية. 
				
						
						
