الوجه الثاني: أن يكون مجرورا بعد إسقاط الخافض، كما هو مذهب الخليل والكسائي.
والثالث: أنه بدل من الضمير في "منه" كقوله:
3261 - على حالة لو أن في القوم حاتما على جوده لضن بالماء حاتم
بجر "حاتم" الأخير بدلا من الهاء في "جوده". قال الشيخ: "وهو بعيد لكثرة الفصل بين البدل والمبدل منه بجملتين".[ ص: 649 ] الوجه الرابع: أن يكون مرفوعا ب "هدا". قال : "أي: هدها دعاء الولد للرحمن". قال الشيخ: "وفيه بعد لأن الظاهر في "هدا" أن يكون مصدرا توكيديا، والمصدر التوكيدي لا يعمل، ولو فرضناه غير توكيدي لم يعمل بقياس إلا إن كان أمرا أو مستفهما عنه نحو: "ضربا زيدا" و "أضربا زيدا" على خلاف فيه. وأما إن كان خبرا، كما قدره الزمخشري "أي: هدها دعاء الولد للرحمن" فلا ينقاس، بل ما جاء من ذلك هو نادر كقول الزمخشري امرئ القيس:
3262 - وقوفا بها صحبي علي مطيهم يقولون: لا تهلك أسى وتجمل
الخامس: أنه خبر مبتدأ محذوف تقديره: الموجب لذلك دعاؤهم، كذا قدره أبو البقاء.
و "دعا" يجوز أن يكون بمعنى سمى فيتعدى لاثنين، ويجوز جر ثانيهما بالباء. قال الشاعر:
3263 - دعتني أخاها أم عمرو ولم أكن أخاها ولم أرضع لها بلبان
دعتني أخاها بعد ما كان بيننا من الفعل ما لا يفعل الأخوان
3264 - ألا رب من يدعى نصيحا وإن يغب تجده بغيب منك غير نصيح
3265 - إنا بني نهشل لا ندعي لأب عنه ولا هو بالأبناء يشرينا