3266 - رب من أنضجت غيظا صدره ... ... ... ...
انتهى. ويجوز أن تكون موصولة. قال الشيخ: "أي: ما كل الذي في السماوات، و "كل" تدخل على "الذي" لأنها تأتي للجنس كقوله تعالى: والذي جاء بالصدق وصدق به ونحوه: 3267 - وكل الذي حملتني أتحمل ... ... ... ...
و آتي الرحمن خبر "كل" جعل مفردا حملا على لفظها ولو جمع لجاز وقد تقدم أول هذا الموضوع أنها متى أضيفت لمعرفة جاز الوجهان. وقد [ ص: 652 ] تكلم السهيلي في ذلك فقال: "كل" إذا ابتدئت، وكانت مضافة لفظا - يعني لمعرفة - فلا يحسن إلا إفراد الخبر حملا على المعنى. تقول: كلكم ذاهب، أي: كل واحد منكم ذاهب، هكذا هذه المسألة في القرآن والحديث والكلام الفصيح. فإن قلت: في قوله: وكلهم آتيه إنما هو حمل على اللفظ لأنه اسم مفرد. قلنا: بل هو اسم للجمع، واسم الجمع لا يخبر عنه بإفراد. تقول: "القوم ذاهبون" ولا تقول: ذاهب، وإن كان لفظ "القوم" لفظ المفرد. وإنما حسن "كلكم ذاهب" لأنهم يقولون: كل واحد منكم ذاهب، فكان الإفراد مراعاة لهذا المعنى.
قال الشيخ: "ويحتاج "كلكم ذاهبون" ونحوه إلى سماع ونقل عن العرب". يقرر ما قاله السهيلي. قلت: وتسمية الإفراد حملا على المعنى غير الاصطلاح، بل ذلك حمل على اللفظ، الجمع هو الحمل على المعنى.
وقال أبو البقاء: "ووحد "آتي" حملا على لفظ "كل" وقد جمع في موضع آخر حملا على معناها". قلت: قوله في موضع آخر إن عنى في القرآن فلم يأت الجمع إلا و "كل" مقطوعة عن الإضافة نحو: كل في فلك يسبحون ، وكل أتوه داخرين وإن عنى في غيره فيحتاج إلى سماع عن العرب كما تقدم.
[ ص: 653 ] والجمهور على إضافة "آتي" إلى "الرحمن". وقرأ عبد الله بن الزبير وأبو حيوة وطلحة وجماعة بتنوينه ونصب "الرحمن".
وانتصب "عبدا" و "فردا" على الحال.


