والمهاجرة مفاعلة من الهجر، وهي الانتقال من أرض إلى أرض، وأصل الهجر الترك. والمجاهدة مفاعلة من الجهد. وهو استخراج الوسع وبذل المجهود، والإجهاد: بذل المجهود في طلب المقصود، والرجاء: الطمع، وقال وهو ظن يقتضي حصول ما فيه مسرة، وقد يطلق على الخوف، وأنشد: الراغب:
940 - إذا لسعته النحل لم يرج لسعها وخالفها في بيت نوب عواسل
[ ص: 403 ] أي: لم يخف، وقال تعالى: "لا يرجون لقاءنا" أي: لا يخافون، وهل إطلاقه عليه بطريق الحقيقة أو المجاز؟ فزعم قوم أنه حقيقة، ويكون من الاشتراك اللفظي، وزعم قوم أنه من الأضداد، فهو اشتراك لفظي أيضا. قال "وليس هذا بجيد". يعني أن الرجاء والخوف ليسا بضدين إذ يمكن اجتماعهما، ولذلك قال ابن عطية: - بعد إنشاده البيت المتقدم - "ووجه [ذلك] أن الرجاء والخوف يتلازمان"، وقال الراغب: "والرجاء أبدا معه خوف، كما أن الخوف معه رجاء". وزعم قوم أنه مجاز للتلازم الذي ذكرناه عن ابن عطية: الراغب وابن عطية.وأجاب عن البيت بأن معناه لم يرج برء لسعها وزواله فالرجاء على بابه". وأما قوله: الجاحظ "لا يرجون لقاءنا" أي لا يرجون ثواب لقائنا، فالرجاء أيضا على بابه، قاله وقال ابن عطية. "إذا اقترن الرجاء بحرف النفي كان بمعنى الخوف كهذا البيت والآية. وفيه نظر إذ النفي لا يغير مدلولات الألفاظ. الأصمعي:
وكتبت "رحمة" هنا بالتاء: إما جريا على لغة من يقف على تاء التأنيث بالتاء، وإما اعتبارا بحالها في الوصل، وهي في القرآن في سبعة مواضع كتبت في الجميع تاء، هنا وفي الأعراف: "إن رحمت الله"، وفي هود: "رحمت الله [ ص: 404 ] وبركاته"، وفي مريم: "ذكر رحمت ربك"، وفي الروم: "فانظر إلى آثار رحمت الله"، وفي الزخرف: "أهم يقسمون رحمت ربك ورحمت ربك خير".