واللغو: مصدر لغا يلغو، يقال: لغا يلغو لغوا، مثل غزا يغزو غزوا، ولغي يلغى لغى مثل لقي يلقى لقى. ومن الثاني قوله تعالى: "والغوا فيه". واختلف في اللغو: فقيل: ما سبق به اللسان من غير قصد، قاله ومنه قول الفراء، الفرزدق:
960 - ولست بمأخوذ بلغو تقوله إذا لم تعمد عاقدات العزائم
ويحكى أن الحسن سئل عن اللغو وعن المسبية ذات زوج، فنهض وقال: "ألم تسمع ما قلت، وأنشد: ولست بمأخوذ، وقوله: الفرزدق 961 - وذات حليل أنكحتها رماحنا حلال لمن يبني بها لم تطلق
[ ص: 431 ] قال تعالى: "وإذا مروا باللغو"" لا يسمعون فيها لغوا" وقال:
962 - ورب أسراب حجيج كظم عن اللغا ورفث التكلم
963 - ... ... ... ... كما ألغيت في الدية الحوارا
وقيل: هو ما لا يفهم، من قولهم: "لغا الطائر" أي:صوت، واللغو: ما لهج به الإنسان، واللغة مأخوذة من هذا. وقال "ولغي بكذا: أي لهج به لهج العصفور بلغاه، ومنه قيل للكلام الذي تلهج به فرقة لغة، لجعلها مشتقة من لغي بكذا أي أولع به. وقال الراغب: - وقد ذكر أن اللغة ما لا يفيد -: "ومنه اللغة لأنها عند غير أهلها لغو" وقد غلطوه في ذلك. ابن عيسى:
قوله: "في أيمانكم" فيه ثلاثة أوجه، أحدها: أن يتعلق بالفعل قبله. الثاني: أن يتعلق بنفس المصدر قبله كقولك: "لغا في يمينه". الثالث: أن يتعلق بمحذوف على أنه حال من اللغو، وتعرفه من حيث المعنى أنك [ ص: 432 ] لو جعلته صلة لموصول ووصفت به اللغو لصح المعنى، أي: اللغو الذي في أيمانكم.
قوله: "ولكن يؤاخذكم" وقعت هنا "لكن" بين نقيضين باعتبار وجود اليمين، لأنها لا تخلو: إما أن لا يقصدها القلب بل جرت على اللسان وهي اللغو، وإما أن يقصدها وهي المنعقدة.
قوله "بما كسبت" متعلق بالفعل قبله، والباء للسببية كما تقدم. و "ما" يجوز فيها ثلاثة أوجه، أظهرها: أنها مصدرية لتقابل المصدر وهو اللغو، أي: لا يؤاخذكم باللغو ولكن بالكسب. والثاني. أنها بمعنى الذي.
ولا بد من عائد محذوف أي: كسبته، ويرجح هذا أنها بمعنى الذي أكثر منها مصدرية. والثالث: أن تكون نكرة موصوفة والعائد أيضا محذوف وهو ضعيف، وفي هذا الكلام حذف تقديره: ولكن يؤاخذكم في أيمانكم بما كسبت قلوبكم، فحذف لدلالة ما قبله عليه.
والحليم من حلم - بالضم - يحلم إذا عفا مع قدرة، وأما حلم الأديم فبالكسر، وتثقب يحلم بالفتح أي: فسد وتثقب قال:
964 - فإنك والكتاب إلى علي كدابغة وقد حلم الأديم
965 - ولا خير في حلم إذا لم تكن له بوادر تحمي صفوه أن يكدرا