وقال "ويكون وجوب تكرير الحفظ جاريا مجرى الفاعلين، إذ كان الوجوب حاثا على الفعل، فكأنه شريك الفاعل للحفظ، كما قالوا في أبو البقاء: "واعدنا موسى" فالوعد من الله والقبول من موسى بمنزلة الوعد. وفي "حافظوا" معنى لا يوجد في "احفظوا" وهو تكرير الحفظ" وفيه نظر; إذ المفاعلة لا تدل على تكرير فعل البتة.
[ ص: 499 ] قوله: "والصلاة الوسطى" ذكر الخاص بعد العام، وقد تقدم فائدته عند قوله: "من كان عدوا لله"، والوسطى: فعلى معناها التفضيل، فإنها مؤنثة للأوسط، كقوله - يمدح الرسول عليه السلام -:
1008 - يا أوسط الناس طرا في مفاخرهم وأكرم الناس أما برة وأبا
وهي [من] الوسط الذي هو الخيار وليست من الوسط الذي معناه: متوسط بين شيئين، لأن فعلى معناها التفضيل; ولا يبنى للتفضيل إلا ما يقبل الزيادة والنقص، والوسط بمعنى العدل والخيار يقبلهما بخلاف المتوسط بين الشيئين فإنه لا يقبلهما فلا يبنى منه أفعل التفضيل.وقرأ علي: "وعلى الصلاة" بإعادة حرف الجر توكيدا، وقرأت - رضي الله عنها - "والصلاة" بالنصب، وفيها وجهان، أحدهما على الاختصاص، ذكره عائشة والثاني على موضع المجرور، مثله نحو: مررت بزيد وعمرا، وسيأتي بيانه في المائدة. الزمخشري،
قوله: "قانتين" حال من فاعل "قوموا". و "لله" يجوز أن تتعلق اللام بقوموا، ويجوز أن تتعلق بـ قانتين، ويدل للثاني قوله تعالى: "كل له قانتون". ومعنى اللام التعليل.