[ ص: 500 ] و "رجال" جمع راجل كقائم وقيام، وصاحب وصحاب، يقال منه: رجل يرجل رجلا، فهو راجل ورجل بوزن عضد، وهي لغة الحجاز، يقولون: رجل فلان فهو رجل ويقال: رجلان ورجيل قال الشاعر:
1009 - علي إذا لاقيت ليلى بخفية أن أزدار بيت الله رجلان حافيا
كل هذا بمعنى مشى على قدميه لعدم المركوب. ولهذا اللفظ جموع كثيرة: رجال كما تقدم، وقال تعالى: "يأتوك رجالا وعلى كل ضامر"، وقال: 1010 - وبنو غدانة شاخص أبصارهم يمشون تحت بطونهن رجالا
وركبان جمع راكب، قيل: ولا يقال إلا لمن ركب جملا، فأما راكب الفرس ففارس، وراكب الحمار والبغل حمار وبغال، والأجود صاحب حمار وبغل. و "أو" هنا للتقسيم وقيل: للإباحة، وقيل: للتخيير.
[ ص: 501 ] قوله: "كما علمكم" الكاف في محل نصب: إما نعتا لمصدر محذوف، أو حالا من ضمير المصدر المحذوف، ويجوز فيها أن تكون للتعليل أي: فاذكروه لأجل تعليمه إياكم. و "ما" يجوز أن تكون مصدرية وهو الظاهر، ويجوز أن تكون بمعنى الذي، والمعنى: فصلوا الصلاة كالصلاة التي علمكم، وعبر بالذكر عن الصلاة، ويكون التشبيه بين هيئتي الصلاتين الواقعة قبل الخوف وبعده في حالة الأمن. قال "وعلى هذا التأويل يكون قوله: ابن عطية: "ما لم تكونوا" بدلا من "ما" في "كما" وإلا لم يتسق لفظ الآية" قال الشيخ: "وهو تخريج ممكن، وأحسن منه أن يكون "ما لم تكونوا" بدلا من الضمير المحذوف في "علمكم" العائد على الموصول، إذ التقدير: علمكموه، ونص النحويون على أنه يجوز: ضربت الذي رأيت أخاك" أي: رأيته أخاك، فأخاك بدل من العائد المحذوف".