1012 - ألم تر أني كلما جئت طارقا وجدت بها طيبا وإن لم تطيب
والرؤية هنا علمية فكان من حقها أن تتعدى لاثنين، ولكنها ضمنت معنى ما يتعدى بإلى، والمعنى: ألم ينته علمك إلى كذا. وقال "رأيت: يتعدى بنفسه دون الجار، لكن لما استعير قولهم: "ألم تر" بمعنى ألم تنظر عدي تعديته، وقلما يستعمل ذلك في غير التقدير، لا يقال: رأيت إلى كذا". الراغب:وقرأ "تر" بسكون الراء، وفيها وجهان، أحدهما: أنه توهم أن الراء لام الكلمة فسكنها للجزم كقوله: السلمي:
[ ص: 506 ]
1013 - قالت سليمى اشتر لنا سويقا واشتر فعجل خادما لبيقا
قوله: "وهم ألوف" مبتدأ وخبر، وهذه الجملة في [موضع] نصب على الحال، وهذا أحسن مجيئها، إذ قد جمع فيها بين الواو والضمير. و "ألوف" فيه قولان، أظهرهما: أنه جمع "ألف" لهذا العدد الخاص وهو جمع كثرة، وجمع القلة: آلاف كحمول وأحمال. والثاني: أنه جمع "آلف" على فاعل كشاهد وشهود وقاعد وقعود. أي: خرجوا وهم مؤتلفون، قال "وهذا من بدع التفاسير". الزمخشري:
قوله: "حذر الموت" مفعول من أجله، وفيه شروط النصب، أعني المصدرية واتحاد الفاعل والزمان.
[ ص: 507 ] قوله: "ثم أحياهم" فيه وجهان، أحدهما: أنه معطوف على معنى: فقال لهم الله: موتوا، لأنه أمر في معنى الخبر تقديره: فأماتهم الله ثم أحياهم. والثاني: أنه معطوف على محذوف، تقديره: فماتوا ثم أحياهم، و "ثم" تقتضي تراخي الإحياء عن الإماتة. وألف "أحيا" عن ياء، لأنه من "حيي"، وقد تقدم تصريف هذه المادة عند قوله: "إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا".
قوله: "إن الله لذو فضل" أتى بهذه الجملة مؤكدة بـ "إن" واللام، وأتى بخبر "إن": "ذو" الدالة على الشرف بخلاف "صاحب". و "على الناس" متعلق بفضل. تقول: تفضل فلان علي، أو بمحذوف لأنه صفة له فهو في محل جر، أي: فضل كائن على الناس. وأل في الناس للعموم، وقيل للعهد، والمراد بهم الذين أماتهم.
قوله: "ولكن أكثر الناس" هذا استدراك مما تضمنه قوله" إن الله لذو فضل على الناس"، لأن تقديره: فيجب عليهم أن يشكروا لتفضله عليهم بالإيجاد والرزق، ولكن أكثرهم غير شاكر.