قوله: "من قبل" متعلق أيضا بأنفقوا، وجاز تعلق حرفين بلفظ واحد بفعل واحد لاختلافهما معنى; فإن الأولى للتبعيض والثانية لابتداء الغاية، و "أن يأتي" في محل جر بإضافة "قبل" إليه أي: من قبل إتيانه.
وقوله: "لا بيع فيه ولا خلة" إلى آخره: الجملة المنفية صفة لـ "يوم" فمحلها الرفع. وقرأ "بيع" وما بعده مرفوعا منونا نافع والكوفيون وبالفتح وابن عامر، أبو عمرو وتوجيه ذلك، مذكور في قوله: وابن كثير، "فلا رفث ولا فسوق" فلينظر ثمة.
والخلة: الصداقة كأنها تتخلل الأعضاء، أي: تدخل خلالها، أي وسطها.
والخلة: الصديق نفسه، قال:
[ ص: 539 ]
1030 - وكان لها في سالف الدهر خلة يسارق بالطرف الخباء المسترا
وكأنه من إطلاق المصدر على العين مبالغة، أو على حذف مضاف، أي: كان لها ذو خلة. الصديق لمداخلته إياك، ويصلح أن يكون بمعنى فاعل أو مفعول، وجمعه "خلان"، وفعلان جمع فعيل نقل في الصفات، وإنما يكثر في الجوامد نحو: "رغفان". وقوله: والخليل: "هم الظالمون" يجوز أن يكون "هم" فصلا أو مبتدأ وما بعده خبر، والجملة خبر الأول.