[ ص: 69 ] آ . (16) قوله تعالى : الذين يقولون : يحتمل محله الرفع والنصب والجر ، فالرفع من وجهين ، أحدهما : أنه مبتدأ محذوف الخبر ، تقديره : الذين يقولون كذا مستجاب لهم ، أو لهم ذلك الخير المذكور . والثاني : أنه خبر مبتدأ محذوف ، كأنه قيل : من هم هؤلاء المتقون ؟ فقيل : الذين يقولون كيت وكيت . والنصب من وجه واحد ، وهو النصب بإضمار أعني أو أمدح ، وهو نظير الرفع على خبر ابتداء مضمر ، ويسميان الرفع على القطع والنصب على القطع . والجر من وجهين ، أحدهما : النعت والثاني البدل ، ثم لك في جعله نعتا أو بدلا وجهان ، أحدهما : جعله نعتا للذين اتقوا أو بدلا منه . والثاني : جعله نعتا للعباد أو بدلا منهم . واستضعف جعله نعتا للعباد . قال : "لأن فيه تخصيصا لعلم الله تعالى ، وهو جائز على ضعفه ، ويكون الوجه فيه إعلامهم بأنه عالم بمقدار مشقتهم في العبادة فهو يجازيهم عليها كما قال : أبو البقاء والله أعلم بإيمانكم .
والجملة من قوله : " والله بصير "يجوز أن تكون معترضة لا محل لها إذا جعلت الذين يقولون تابعا للذين اتقوا نعتا أو بدلا ، وإن جعلته مرفوعا أو منصوبا فلا .