آ . (19) قوله :
nindex.php?page=treesubj&link=28908_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=19يعلم : فيه أربعة أوجه ، أحدها : - وهو الظاهر - أنه خبر آخر عن " هو " في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=13هو الذي يريكم آياته . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : " فإن قلت : بم اتصل قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=19يعلم خائنة الأعين ؟ قلت : هو خبر من أخبار " هو " في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=13هو الذي يريكم مثل :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15يلقي الروح من أمره ولكن "
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15يلقي الروح " قد علل بقوله : "
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15لينذر " ثم استطرد لذكر أحوال يوم التلاق إلى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=18ولا شفيع يطاع فبعد لذلك عن أخواته " .
[ ص: 469 ] الثاني : أنه متصل بقوله : "
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=18وأنذرهم " لما أمر بإنذاره يوم الآزفة وما يعرض فيه من شدة الغم والكرب ، وأن الظالم لا يجد من يحميه ، ولا شفيع له ، ذكر اطلاعه على جميع ما يصدر من الخلق سرا وجهرا . وعلى هذا فهذه الجملة لا محل لها لأنها في قوة التعليل للأمر بالإنذار .
الثالث : أنها متصلة بقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=17سريع الحساب .
الرابع : أنها متصلة بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16لا يخفى على الله منهم شيء . وعلى هذين الوجهين فيحتمل أن تكون جارية مجرى العلة ، وأن تكون في محل نصب على الحال .
وخائنة الأعين فيه وجهان ، أحدهما : أنه مصدر كالعافية ، أي : يعلم خيانة الأعين . والثاني : أنها صفة على بابها ، وهو من باب إضافة الصفة للموصوف ، والأصل : الأعين الخائنة ، كقوله :
3922 - ... ... ... ... وإن سقيت كرام الناس فاسقينا
وقد رده
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري وقال : " لا يحسن أن يراد : الخائنة من الأعين ; لأن قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=19وما تخفي الصدور لا يساعد عليه " يعني أنه لا يناسب أن يقابل المعنى إلا بالمعنى . وفيه نظر ; إذ لقائل أن يقول : لا نسلم أن " ما " في
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=19وما [ ص: 470 ] تخفي الصدور مصدرية حتى يلزم ما ذكره ، بل يجوز أن تكون بمعنى الذي ، وهو عبارة عن نفس ذلك الشيء المخفي ، فيكون قد قابل الاسم غير المصدر بمثله .
آ . (19) قَوْلُهُ :
nindex.php?page=treesubj&link=28908_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=19يَعْلَمُ : فِيهِ أَرْبَعَةُ أَوْجُهٍ ، أَحَدُهَا : - وَهُوَ الظَّاهِرُ - أَنَّهُ خَبَرٌ آخَرُ عَنْ " هُوَ " فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=13هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : " فَإِنْ قُلْتَ : بِمَ اتَّصَلَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=19يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ ؟ قُلْتُ : هُوَ خَبَرٌ مِنْ أَخْبَارِ " هُوَ " فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=13هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ مِثْلَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ وَلَكِنْ "
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15يُلْقِي الرُّوحَ " قَدْ عُلِّلَ بِقَوْلِهِ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15لِيُنْذِرَ " ثُمَّ اسْتَطْرَدَ لِذِكْرِ أَحْوَالِ يَوْمِ التَّلَاقِ إِلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=18وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ فَبَعُدَ لِذَلِكَ عَنْ أَخَوَاتِهِ " .
[ ص: 469 ] الثَّانِي : أَنَّهُ مُتَّصِلٌ بِقَوْلِهِ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=18وَأَنْذِرْهُمْ " لَمَّا أُمِرَ بِإِنْذَارِهِ يَوْمَ الْآزِفَةِ وَمَا يَعْرِضُ فِيهِ مِنْ شِدَّةِ الْغَمِّ وَالْكَرْبِ ، وَأَنَّ الظَّالِمَ لَا يَجِدُ مَنْ يَحْمِيهِ ، وَلَا شَفِيعَ لَهُ ، ذَكَرَ اطِّلَاعَهُ عَلَى جَمِيعِ مَا يَصْدُرُ مِنَ الْخَلْقِ سِرًّا وَجَهْرًا . وَعَلَى هَذَا فَهَذِهِ الْجُمْلَةُ لَا مَحَلَّ لَهَا لِأَنَّهَا فِي قُوَّةِ التَّعْلِيلِ لِلْأَمْرِ بِالْإِنْذَارِ .
الثَّالِثُ : أَنَّهَا مُتَّصِلَةٌ بِقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=17سَرِيعُ الْحِسَابِ .
الرَّابِعُ : أَنَّهَا مُتَّصِلَةٌ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16لا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ . وَعَلَى هَذَيْنِ الْوَجْهَيْنِ فَيُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ جَارِيَةً مَجْرَى الْعِلَّةِ ، وَأَنْ تَكُونَ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ .
وَخَائِنَةُ الْأَعْيُنِ فِيهِ وَجْهَانِ ، أَحَدُهُمَا : أَنَّهُ مَصْدَرٌ كَالْعَافِيَةِ ، أَيْ : يَعْلَمُ خِيَانَةَ الْأَعْيُنِ . وَالثَّانِي : أَنَّهَا صِفَةٌ عَلَى بَابِهَا ، وَهُوَ مِنْ بَابِ إِضَافَةِ الصِّفَةِ لِلْمَوْصُوفِ ، وَالْأَصْلُ : الْأَعْيُنُ الْخَائِنَةُ ، كَقَوْلِهِ :
3922 - ... ... ... ... وَإِنْ سَقَيْتِ كِرَامَ النَّاسِ فَاسْقِينَا
وَقَدْ رَدَّهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ وَقَالَ : " لَا يَحْسُنُ أَنْ يُرَادَ : الْخَائِنَةُ مِنَ الْأَعْيُنِ ; لِأَنَّ قَوْلَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=19وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ لَا يُسَاعِدُ عَلَيْهِ " يَعْنِي أَنَّهُ لَا يُنَاسِبُ أَنْ يُقَابِلَ الْمَعْنَى إِلَّا بِالْمَعْنَى . وَفِيهِ نَظَرٌ ; إِذْ لِقَائِلٍ أَنْ يَقُولَ : لَا نُسَلِّمُ أَنَّ " مَا " فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=19وَمَا [ ص: 470 ] تُخْفِي الصُّدُورُ مَصْدَرِيَّةٌ حَتَّى يَلْزَمَ مَا ذَكَرَهُ ، بَلْ يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ بِمَعْنَى الَّذِي ، وَهُوَ عِبَارَةٌ عَنْ نَفْسِ ذَلِكَ الشَّيْءِ الْمَخْفِيِّ ، فَيَكُونُ قَدْ قَابَلَ الِاسْمَ غَيْرَ الْمَصْدَرِ بِمِثْلِهِ .