والقصص : مصدر قولهم : قص فلان الحديث يقصه قصا وقصصا . وأصله : تتبع الأثر ، يقال : "فلان خرج يقص أثر فلان " أي : يتبعه ليعرف أين ذهب ؟ ومنه قوله تعالى : وقالت لأخته قصيه أي : اتبعي أثره وكذلك القاص في الكلام لأنه يتتبع خبرا بعد خبر . وقد تقدم التنبيه على قراءتي : "لهو " بسكون الهاء وضمها ، إجراء له مجرى عضد .
قال : "فإن قلت لم جاز دخول اللام على الفصل ؟ قلت : إذا جاز دخولها على الخبر فدخولها على الفصل أجوز ، لأنها أقرب إلى المبتدأ منه ، وأصلها أن تدخل على المبتدأ " . الزمخشري
قوله : وما من إله إلا الله يجوز فيه وجهان ، أحدهما : أن "من إله " مبتدأ ، و "من " مزيدة فيه ، و "إلا الله " خبره تقديره : ما إله إلا الله ، وزيدت "من " للاستغراق والعموم . قال : "ومن في قوله الزمخشري وما من إله إلا الله بمنزلة البناء على الفتح في " لا إله إلا الله "في إفادة معنى الاستغراق " قلت : الاستغراق في "لا إله إلا الله " لم نستفده من البناء على الفتح بل استفدناه من "من " المقدرة الدالة على الاستغراق ، نص النحويون على ذلك ، واستدلوا عليه بظهورها في قول الشاعر :
[ ص: 230 ]
1317 - فقام يذود الناس عنها بسيفه فقال ألا لا من سبيل إلى هند
والثاني : أن يكون الخبر مضمرا تقديره : وما من إله لنا إلا الله ، و "إلا الله " بدل من موضع "من إله " لأن موضعه رفع بالابتداء ، ولا يجوز في مثله الإبدال من اللفظ ، لئلا يلزم زيادة من في الواجب ، وذلك لا يجوز عند الجمهور ، ويجوز في مثل هذا التركيب نصب ما بعد "إلا " على الاستثناء ، ولكنه لم يقرأ به ، إلا أنه جائز لغة ، تقول "لا إله إلا الله " برفع الجلالة بدلا من الموضع ، ونصبها على الاستثناء من الضمير المستكن في الخبر المقدر ، إذ التقدير : لا إله استقر لنا إلا الله .
وقوله : وإن الله لهو العزيز الحكيم كقوله : إن هذا لهو القصص .