[ ص: 243 ] آ . (68) قوله تعالى : بإبراهيم    : متعلق بـ "أولى " ، وأولى : أفعل تفضيل من الولي وهو القرب ، والمعنى : أن أقرب الناس به وأخصهم ، فألفه منقلبة من ياء ، لكون فائه واوا . قال  أبو البقاء   : "إذ ليس في الكلام ما لامه وفاؤه واوان ، إلا " واو "يعني اسم حرف التهجي ، كالوسط من " قول " ، أو اسم حرف المعنى كواو النسق ، ولأهل التصريف خلاف من عينه : هل هي واو أيضا أو ياء ؟ وقد تعرضت لها بدلائلها في " شرح التسهيل " . 
و " للذين اتبعوه   "خبر " إن " ، و " هذا النبي "نسق على الموصول ، وكذلك و " الذين آمنوا " ، والنبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنون رضي الله عنهم وإن كانوا داخلين فيمن اتبع إبراهيم  ، إلا أنهم خصوا بالذكر تشريفا وتكريما ، فهو من باب وملائكته ورسله وجبريل وميكال   . 
وحكى  الزمخشري  أنه قرئ : " وهذا النبي "بالنصب والجر ، فالنصب نسق على مفعول " اتبعوه "فيكون النبي صلى الله عليه وسلم قد اتبعه غيره كما اتبع إبراهيم  ، والتقدير : للذين اتبعوا إبراهيم  وهذا النبي : ويكون قوله : " والذين آمنوا   "نسقا على قوله : " للذين اتبعوه   " . والجر نسق على إبراهيم  ، أي : إن أولى الناس بإبراهيم  وبهذا النبي للذين اتبعوه ، وفيه نظر من حيث إنه كان ينبغي أن يثنى الضمير في " اتبعوه "فيقال : اتبعوهما ، اللهم إلا أن يقال : هو من باب والله ورسوله أحق أن يرضوه   . 
				
						
						
