[ ص: 675 ] قوله : والجار ذي القربى الجمهور على خفض "الجار " والمراد به القريب النسب ، وبالجار الجنب البعيد النسب . وعن : "والجار ذي القربى أريد به الجار القريب " قال ميمون بن مهران : "وهذا خطأ لأنه على تأويله جمع بين " أل "والإضافة ، إذ كان وجه الكلام " وجار ذي القربى " . ويمكن تصحيح كلام ابن مهران على أن " ذي القربى "بدل من " الجار "على حذف مضاف أي : والجار جار ذي القربى كقوله : ابن عطية
1579 - نضر الله أعظما دفنوها بسجستان طلحة الطلحات
أي : أعظم طلحة ، ومن كلامهم : " لو يعلمون : العلم الكبيرة سنة "أي : علم الكبيرة سنة ، فحذف البدل لدلالة الكلام عليه .
وقرأ بعضهم : " والجار ذا القربى "نصبا . وخرجه على الاختصاص كقوله : الزمخشري حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى .
والجنب صفة على فعل نحو : ناقة سرح ، ويستوي فيه المفرد والمثنى والمجموع مذكرا ومؤنثا نحو : رجال جنب ، قال تعالى : وإن كنتم جنبا ، [ ص: 676 ] وبعضهم يثنيه ويجمعه ، ومثله : شلل . وعن : " والجار الجنب "بفتح الجيم وسكون النون ، وهو وصف أيضا بمعنى المجانب كقولهم : رجل عدل وألف الجار عن واو لقولهم : تجاوروا وجاورته ، ويجمع على جيرة وجيران . والجنابة : البعد . قال : عاصم
1580 - فلا تحرمني نائلا عن جنابة فإني امرؤ وسط القباب غريب
لأن الإنسان يترك جانبا ، ومنه : واجنبني وبني .
قوله : بالجنب يجوز في الباء وجهان : أحدهما : أن تكون بمعنى " في " . والثاني : أن تكون على بابها وهو الأولى ، وعلى كلا التقديرين تتعلق بمحذوف لأنها حال من الصاحب . و وما ملكت يجوز أن يريد غير العبيد والإماء بـ " ما " ، حملا على الأنواع كقوله : ما طاب لكم وأن يكون أريد جميع ما ملكه الإنسان من الحيوانات فاختلط العاقل بغيره فأتى بـ " ما " .