قوله : من كل فيه وجهان ، أحدهما : أنه متعلق بـ " جئنا " . والثاني : أنه متعلق بمحذوف على أنه حال من "شهيد " ، وذلك على رأي من يجوز تقديم حال المجرور بالحرف عليه ، وقد تقدم تحريره . والمشهود عليه محذوف أي : بشهيد على أمته .
والمثقال : مفعال من الثقل وهو زنة كل شيء ، والذرة : النملة الصغيرة ، وقيل : رأسها ، وقيل : الخردلة ، وقيل : جزء الهباءة ، وعن : أنه أدخل يده في التراب ثم نفخها وقال : "كل واحدة منه ذرة " والأول هو المشهور ؛ لأن النملة يضرب بها المثل في القلة ، وأصغر ما تكون إذا مر عليها حول ، قالوا لأنها حينئذ تصغر جدا ، قال ابن عباس : حسان
1584 - لو يدب الحولي من ولد الذر ر عليها لأندبتها الكلوم
[ ص: 684 ] وقال امرؤ القيس :
1585 - من القاصرات الطرف لو دب محول من الذر فوق الإتب منها لأثرا
قوله تعالى : وجئنا بك في هذه الجملة ثلاثة أوجه ، أظهرها : أنها في محل جر عطفا على "جئنا " الأولى أي : فكيف تصنعون في وقت المجيئين ؟ . والثاني : أنها في محل نصب على الحال ، و "قد " مرادة معها ، والعامل فيها "جئنا " الأولى أي : جئنا من كل أمة بشهيد وقد جئنا ، وفيه نظر . والثالث : أنها مستأنفة فلا محل لها . قال : "ويجوز أن يكون مستأنفا ، ويكون الماضي بمعنى المستقبل " . انتهى . وإنما احتاج إلى ذلك لأن المجيء بعد لم يقع ، فادعى ذلك ، والله أعلم . و أبو البقاء على هؤلاء متعلق بـ "شهيدا " و "على " على بابها وقيل : هي بمعنى اللام وفيه بعد ، وأجيز أن تكون "على " متعلقة بمحذوف على أنها حال من "شهيدا " ، وفيه بعد ، و " شهيدا " حال من الكاف في "بك " .