وقوله "أن لم يكن" يجوز فيه وجهان، أحدهما: أنه على حذف لام العلة أي: ذلك الأمر الذي قصصنا، أو ذلك الإتيان أو ذلك السؤال لأجل أن لم يكن، فلما حذفت اللام احتمل موضعها الجر والنصب كما عرف غير مرة. والثاني: أن يكون بدلا من "ذلك" .
قال ولك أن تجعله بدلا من "ذلك" كقوله: الزمخشري: وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين انتهى. فيجوز أن يكون في محل رفع أو نصب على ما تقدم في ذلك، إلا أن القائل بالبدلية لم يذكر في محل ذلك إلا الرفع على خبر مبتدأ مضمر، و "أن" يجوز أن تكون الناصبة للمضارع، وأن تكون المخففة واسمها ضمير الشأن، و "لم يكن" في محل رفع خبرها، وهي نظير قوله الزمخشري ألا يرجع إليهم قولا وقوله:
2059 - في فتية كسيوف الهند قد علموا أن هالك كل من يحفى وينتعل
و "بظلم" يجوز فيه وجهان، أظهرهما: أنه متعلق بمحذوف على أنه حال [ ص: 156 ] من "ربك" أو من الضمير في "مهلك" أي: لم يكن مهلك القرى ملتبسا بظلم، ويجوز أن يكون حالا من القرى أي: ملتبسة بذنوبها، والمعنيان منقولان في التفسير. والثاني: أنه يتعلق بمهلك على أنه مفعول وهو بعيد، وقد ذكره وقوله: أبو البقاء. وأهلها غافلون جملة حالية.