آ. (157) وقوله تعالى: فقد جاءكم : جواب شرط مقدر فقدره إن صدقتم فيما كنتم تعدون من أنفسكم فقد جاءكم وهو من أحسن الحذوف. وقدره غيره: إن كنتم كما تزعمون أنكم إذا أنزل عليكم كتاب تكونون أهدى من اليهود والنصارى فقد جاءكم. ولم يؤنث الفعل; لأن التأنيث مجازي وللفصل بالمفعول، و الزمخشري: "من ربكم" يجوز أن يتعلق بجاءكم، وأن يتعلق بمحذوف على أنه صفة لـ "بينة". وقوله: وهدى ورحمة محذوف بعدهما: من ربكم.
وقوله: فمن أظلم الظاهر أنها جملة مستقلة. وقال بعضهم: هي جواب شرط مقدر تقديره: فإن كذبتم فلا أحد أظلم منكم.
والجمهور على "كذب" مشددا، وبآيات الله متعلق به. وقرأ يحيى ابن وثاب "كذب" بالتخفيف، وبآيات الله يجوز أن يكون مفعولا، وأن يكون حالا أي: كذب ومعه آيات الله. وصدف مفعوله محذوف أي: وصدف عنها غيره. وقد تقدم تفسير ذلك. وابن أبي عبلة