والدعوى تكون بمعنى الدعاء وبمعنى الادعاء، والمقصود بها هاهنا يحتمل الأمرين جميعا، ويحتمل أيضا أن يكون بمعنى الاعتراف. فمن مجيئها بمعنى الدعاء ما حكاه "اللهم أشركنا في صالح دعوى المسلمين" تريد في صالح دعائهم، وأنشدوا: الخليل:
2139 - وإن مذلت رجلي دعوتك أشتفي بدعواك من مذل بها فتهون
ومنه قوله تعالى: فما زالت تلك دعواهم وقال "ويجوز: فما كان استغاثتهم إلا قولهم هذا لأنه لا يستغاث من الله تعالى بغيره، من قولهم دعواهم يالكعب". وقال الزمخشري: "وتحتمل الآية أن يكون المعنى: فما آلت دعاويهم التي كانت في حال كفرهم إلا إلى الاعتراف" كقول الشاعر: ابن عطية:
2140 - وقد شهدت قيس فما كان نصرها قتيبة إلا عضها بالأباهم
وقوله: إنا كنا "كنا" وخبرها في محل رفع خبرا لإنا، وإن وما في حيزها في محل نصب محكيا بـ "قالوا"، و "قالوا" وما في حيزه لا محل له لوقوعه صلة لأن. وأن وما في حيزها في محل رفع أو نصب على حسب ما تقدم من كونها اسما أو خبرا.