و " عاد " اسم للحي ولذلك صرفه، ومنهم من جعله اسما للقبيلة، ولذلك منعه. قال:
2227 - لو شهد عاد في زمان عاد لابتزها مبارك الجلاد
وعاد في الأصل اسم للأب الكبير، وهو عاد بن عوص بن أرم بن سام بن نوح فسميت به القبيلة أو الحي، وكذلك ما أشبهه من نحو "ثمود" إن جعلته اسما لمذكر صرفته، وإن جعلته اسما لمؤنث منعته. وقد بوب له بابا. وأما سيبويه هود فاشتهر في ألسنة النحاة أنه عربي، وفيه نظر; لأن الظاهر من كلام لما عده مع سيبويه نوح ولوط أنه أعجمي، ولأن [ ص: 359 ] أبا البركات النسابة الشريف حكى أن أهل اليمن تزعم أن يعرب بن قحطان بن هود هو أول من تكلم بالعربية وسميت به العرب عربا، وعلى هذا يكون "هود" أعجميا، وإنما صرف لما ذكر في أخويه نوح ولوط. وهود اسمه عابر بن شالح بن أرفخشد بن سام بن نوح، فمعنى "أخاهم" أنه منهم. ومن قال: إنه من عاد في النسب فالأخوة ظاهرة.
وهنا "قال" بغير فاء وقد تقدم أنها مرادة. وقال فإن قلت: لم يحذف العاطف من قوله: الزمخشري: "قال يا قوم" ولم يقل: فقال، كما في قصة نوح؟ قلت: هو على تقدير سؤال سائل قال: فما قال لهم هود؟ فقيل له: "قال يا قوم". انتهى. وعلى هذا فلا تقدر هذه الفاء البتة.