قوله: وتنحتون الجبال بيوتا : يجوز أن تكون "الجبال" على إسقاط الخافض أي: من الجبال، كقوله: واختار موسى قومه فيكون "بيوتا" مفعوله. ويجوز أن يضمن "تنحتون" معنى ما يتعدى لاثنين أي: وتتخذون الجبال بيوتا بالنحت أو تصيرونها بيوتا بالنحت. ويجوز أن يكون "الجبال" [ ص: 364 ] هو المفعول به و "بيوتا" حال مقدرة كقولك: خط هذا الثوب جبة، أي: مقدرا له كذلك. و "بيوتا" وإن لم تكن مشتقة فإنها في معناه أي: مسكونة.
وقرأ "تنحتون" بفتح الفاء. وزاد الحسن: أنه قرأ: "تنحاتون" بإشباع الفتحة ألفا، وأنشد: الزمخشري
2230 - ينباع من ذفرى غضوب جسرة . . . . . . . . . . . . . . . . .
وقرأ يحيى بن مصرف وأبو مالك بالياء من أسفل على الالتفات. إلا أن أبا مالك فتح الحاء كقراءة والسهل من الأرض ما لان وسهل الانتفاع به ضد الحزن. والسهولة: التيسير. والقصور: جمع قصر وهو البيت المنيف، سمي بذلك لقصور الناس عن الارتقاء إليه، أو لأن عامة الناس يقصرون عن بناء مثله بخلاف خواصهم، أو لأنه يقتصر به على بقعة من الأرض بخلاف بيوت الشعر والعمد، فإنها لا يقتصر بها على بقعة مخصوصة لارتحال أهلها، أو لأنه يقصر من فيه أي يحبسه، ومنه: الحسن. حور مقصورات في الخيام والنحت: النجر في شيء صلب كالحجر والخشب. قال:
2231 - أما النهار ففي قيد وسلسلة والليل في بطن منحوت من الساج
وقرأ "ولا تعثوا" بكسر حرف المضارعة. وقد تقدم أن ذلك لغة. و الأعمش: "مفسدين" حال مؤكدة إذ معناها مفهوم من عاملها. و "في الأرض" متعلق بالفعل قبله أو بمفسدين.