والغابر: المقيم. هذا هو مشهور اللغة، وأنشدوا قول أبي ذؤيب الهذلي:
2239 - فغبرت بعدهم بعيش ناصب وإخال أني لاحق مستتبع
[ ص: 374 ] ومنه غبر اللبن لبقيته في الضرع، وغبر الحيض أيضا، قال أبو كبير الهذلي، ويروى لتأبط شرا: 2240 - ومبرأ من كل غبر حيضة وفساد مرضعة وداء معضل
ومعنى "من الغابرين" في الآية أي: من المقيمين في الهلاك. وقال بعضهم: "غبر بمعنى مضى وذهب" ومعنى الآية يساعده، وأنشد للأعشى:
2241 - عض بما أبقى المواسي له من أمه في الزمن الغابر
أي: الزمن الماضي. وقال بعضهم: غبر أي غاب، ومنه قولهم: "غبر عنا زمانا" وقال غبر: عمر دهرا طويلا حتى هرم، ويدل له: أبو عبيدة: إلا عجوزا في الغابرين . والحاصل أن الغبور مشترك كعسعس أو حقيقة ومجاز وهو المرجح. والغبار: لما يبقى من التراب المثار. ومنه ووجوه يومئذ عليها غبرة تخييلا لتغيرها واسودادها. والغبراء الأرض. قال طرفة:
2242 - رأيت بني غبراء لا ينكرونني ولا أهل هذاك الطراف الممدد