الثاني: أن الخبر هو نفس الموصول الثاني وخبره، فإن الموصول الثاني مبتدأ، والجملة من قوله كانوا هم الخاسرين في محل رفع خبرا له، وهو وخبره خبر الأول، و كأن لم يغنوا : إما اعتراض وإما حال من فاعل "كذبوا". الثالث: أن يكون الموصول الثاني خبرا بعد خبر عن الموصول الأول، والخبر الأول الجملة التشبيهية كما تقدم. الرابع: أن يكون الموصول بدلا من قوله قبل: الذين كفروا من قومه كأنه قال: "وقال الملأ الذين كفروا منهم الذين كذبوا شعيبا" وقوله: لئن اتبعتم شعيبا معمول للقول فليس بأجنبي. الخامس: أنه صفة له أي: للذين كفروا من قومه. هذه عبارة وتابعه الشيخ عليها. والأحسن أن يقال: بدل من الملأ أو نعت له، لأنه هو المحدث عنه والموصول صفة له، والجملة التشبيهية على هذين الوجهين حال من فاعل "كذبوا" . أبي البقاء،
وأما الموصول الثاني، فقد تقدم أنه يجوز أن يكون خبرا باعتبارين: أعني كونه أول أو ثانيا، ويجوز أن يكون بدلا من فاعل "يغنوا" أو منصوبا بإضمار "أعني" أو مبتدأ وما بعده الخبر. وهذا هو الظاهر لتكون كل جملة مستقلة [ ص: 387 ] بنفسها. وعلى هذا الوجه ذكر أيضا أن الابتداء يفيد الاختصاص قال: أي هم المخصوصون بالخسران العظيم دون أتباعه، وقد تقدم موضحا. الزمخشري
وقوله: كأن لم يغنوا يغنون: بمعنى يقيمون يقال: غني بالمكان يغنى فيه أي: أقام دهرا طويلا، وقيده بعضهم بالإقامة في عيش رغد فهو أخص من مطلق الإقامة. قال الأسود بن يعفر:
2249 - ولقد غنوا فيها بأنعم عيشة في ظل ملك ثابت الأوتاد
وقيل: معنى الآية هنا من الغنى الذي هو ضد الفقر، قاله فقال: "وغني في مكان كذا: إذا طال مقامه فيه مستغنيا به عن غيره". الزجاج