2265 - ألم أك جاركم ويكون بيني وبينكم المودة والإخاء
والمعنى: كيف يكون الجمع بين تركك موسى وقومه مفسدين وبين تركهم إياك وعبادة آلهتك، أي لا يمكن وقوع ذلك.
وقرأ في رواية عنه الحسن ونعيم بن ميسرة "ويذرك" برفع الراء. وفيها ثلاثة أوجه، أظهرها: أنه نسق على "أتذر" أي: أتطلق له ذلك. الثاني: أنه استئناف إخبار بذلك. الثالث: أنه حال. ولا بد من إضمار مبتدأ، أي: وهو يذرك.
وقرأ أيضا الحسن والأشهب العقيلي: "ويذرك" بالجزم وفيها وجهان، أحدهما: أنه جزم ذلك عطفا على التوهم، كأنه توهم جزم "يفسدوا" في جواب الاستفهام فعطف عليه بالجزم كقوله: فأصدق وأكن بجزم "وأكن". الثاني: أنها تخفيف كقراءة "ينصركم" وبابه. [ ص: 424 ] وقرأ أبي عمرو "ونذرك" بنون الجماعة ورفع الراء، توعدوه بذلك، أو أن الأمر يؤول إلى ذلك فيكون خبرا محضا. وقرأ أنس بن مالك: عبد الله بما يخالف السواد فلا حاجة إلى ذكره. والأعمش
وقرأ العامة: "وآلهتك" بالجمع. وفي التفسير: أنه كان يعبد آلهة متعددة كالبقر والحجارة والكواكب، أو آلهته التي شرع عبادتها لهم وجعل نفسه الإله الأعلى في قوله أنا ربكم الأعلى . وقرأ علي بن أبي طالب وابن مسعود وجماعة كثيرة: "وإلاهتك" . وفيها وجهان، أحدهما: أن "إلاهة" اسم للمعبود، ويكون المراد بها معبود وأنس فرعون وهي الشمس، وفي التفسير أنه كان يعبد الشمس، والشمس تسمى "إلاهة" علما عليها، ولذلك منعت الصرف للعلمية والتأنيث. والثاني: أن "إلاهة" مصدر بمعنى العبادة، أي: ويذر عبادتك لأن قومه كانوا يعبدونه. ونقل عن ابن الأنباري أنه كان ينكر قراءة العامة، ويقرأ "وإلاهتك" وكان يقول: إن ابن عباس فرعون كان يعبد ولا يعبد.
قوله: سنقتل قرأ نافع "سنقتل" بالتخفيف، والباقون بالتضعيف للتكثير، لتعدد المجال. وسيأتي أن الجماعة قرؤوا "يقتلون أبناءكم" بالتضعيف إلا نافعا، فيخفف. فتلخص من ذلك أن وابن كثير: يقرأ الفعلين بالتخفيف. نافعا يخفف "سنقتل" ويثقل "يقتلون"، والباقون يثقلونهما. وابن كثير